شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[دخول الذرية الطاهرة في مسمى أهل البيت (ع)]

صفحة 439 - الجزء 1


= مثل ما أن لفظ الأمة يتناول الآتين من بعده ÷ كما يتناول الموجودين في زمنه ÷، ولنا على إدخال ذريتهم في جملة أهل البيت إيضاحاً لما تقدم أدلة:

الدليل الأول: قوله ÷: «المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة» أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد، وابن ماجه عن علي، وأخرجه أبو داود، وأيضاً عن علي، وقد نظر إلى الحسن ابنه، وقال: (إن ابني هذا سيد كما سماه النبي ÷ وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخُلق ولا يشبهه في الخَلق يملأ الأرض عدلاً).

وأخرج الترمذي وصححه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ÷: «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطي اسمه اسمي»، وأخرج أبو داود، والحاكم، وابن ماجه، والطبراني عن أم سلمة قالت: قال رسول الله ÷: «المهدي من عترتي من ولد فاطمة»، فدلت هذه الأخبار على أن اللاحقين يكونون من أهل البيت كالسابقين، والأحاديث في المهدي وكونه من أهل البيت متواترة.

قلت: وقد استكمل تخريج أحاديث المهدي ومن رواها الإمام الحجة مجد الدين بن محمد المؤيدي حفظه الله في لوامع الأنوار الجزء الأول (ط ٢) من (٩١) إلى (١٠٠) فارجع إليه لطول البحث وفائدته.

قال الإمام الناصر: الدليل الثاني: قول النبي ÷: «النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي من الأرض ذهب أهل الأرض»، أخرجه أحمد بن حنبل عن علي #، وعمار، وأخرج معناه الطبراني والحاكم، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

فلو كان أهل البيت هم الأربعة فقط لكان قد ذهب أهل الأرض.

قلت: وقد خرجه الإمام الحافظ مجد الدين المؤيدي في اللوامع الجزء الأول (ط ٢) من (١٠٠) إلى (١٠١).

قال الإمام الناصر: الدليل الثالث: قول النبي ÷: «إني تارك فيكم ... الحديث ... إلى قوله: لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»، وهذا الحديث متواتر كما سيأتي فلو كانوا هم الأربعة فقط لكانوا بموتهم قد فارقوا الكتاب قطعاً يعني في الدنيا وقد أخبرنا بأن مدة اجتماع الكتاب وأهل بيته في دار التكليف إلى آخر الدهر. =