شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أقوال الأئمة (ع) في التفضيل]

صفحة 441 - الجزء 1

  فإن قال كافرٌ؛ صَدَق؛ لأن الحكم الوارد من الله - تعالى - ومن رسوله ÷ يجب طرده⁣(⁣١)، ولا يجوز قصره على سببه على الإطلاق، وإن قال مؤمناً مصيباً في فعله لأن الله - تعالى - خصَّ البنت والأخت بالذكر وطرد القول في ذلك حراسة لمذهبه الفاسد، كفر بإجماع الأمة ونقل معه الحديث إلى إثبات الصَّانع إن رغب وإلا أجري عليه الحكم الإلهي، فلا تأس على القوم الكافرين، وإن قال لا مثل لهم في الناس سلم من هذه الأخطار، وتنكب مسالك الأشرار، وسلك مناهج الأخيار، وأرضى الواحد الجبَّار، والنبي المختار - صلى الله عليه وعلى آله الأبرار -.

  ويؤكد هذا الخبر⁣(⁣٢) الخبر الذي روينا عن النبيء ÷ رفعه إلى جبريل # أنه أخبره أن بني هاشم أفضل أهل المشارق والمغارب، والأرض على التحقيق مشرق ومغرب، وقد نطق بذلك القرآن، وأولاد الحسن والحسين $ أفضل بني هاشم، فهم أفضل الأفضل، وخيار الخيار، وسادات السَّادة، وشرف الأشراف، ومفزع أهل الإختلاف.

  و (الحسب) في أصل اللغة: هو الشرف في الأصل وغيره.

  و (المهذب): المنزه.

  و (الضرب): معروف لهم في المواطن التي تشخص فيها الأبصار، وتبلغ القلوب الحناجر، ويعتكر الغبار.

  وقوله: (الأشهب): لأن الشهبة تجمع لونين من سواد وبياض، وكذلك عجاج الخيل عند هياجها وتلاطم أمواجها، وقد شاهدناه على تلك الصفة فشبهنا عن معرفة.


(١) أي إطراده، أي كل ما وجد ما يشابه تلك القضية أُلحق حكمه بها. تمت.

(٢) يشير إلى الخبر الذي أخرجه أبو العباس الحسني في المصابيح والمرشد بالله وابن عساكر والذهبي وأحمد بن حنبل، والطبراني في الأوسط وغيرهم، وهو قوله ÷: عن جبريل أنه قال: «يا محمد قلبت مشارق الأرض ومغاربها؛ فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم».