شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ديباجة الكتاب]

صفحة 46 - الجزء 1

  

[ديباجة الكتاب]

  الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى⁣(⁣١).

  الحمد لله الذي قهر سلطانَ الملوك سلطانُه، وعلى شأنَ الجبابرة شأنُه، فكل مالك⁣(⁣٢) سواه مملوك، وكل قاهر ما خلاه مقهور، ليس له شبيه في ملكه، ولا نظير في سلطانه، كل غني⁣(⁣٣) سواه فقير إلى ما صار به غنياً، وكل ملك غيره ينقلب عما قليل لا يملك من الأمر شيئاً، تمت كلمتُه، ونفذ أمرُه، وعظم شأنُه، وارتفع ذكرُه، عم الأحياء بنعمتِه، واختص ما شاء برحمتِه، فالكل من بريته كامن⁣(⁣٤) في ظل إحسانه، وراتع في روض إنعامه وامتنانه، فالشكر واجب على الجميع، والناس بين عاص ومطيع.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً مقرونة بالإخلاص، مؤدية بالخلاص.

  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ÷، ابتعثه من أعز جرثومة⁣(⁣٥)، وأطيب أرومة، وأشرف خؤولة وعمومه، إختصه بالنبوة من بين تلك الأعارب، وأوجب تصديقه وطاعته على أهل المشارق والمغارب، والأباعد من خلقه والأقارب، فصدع ÷ بالرسالة، وأدى ما حمل من الأمانة⁣(⁣٦)،


(١) في (م) لايوجد.

(٢) ملك (نخ).

(٣) في (م، ن): كل شيء.

(٤) في (م، ن): كانس، الكنس المغيب والاستتار، من كنس الوحش إذا دخل كناسه، وكامن مِنْ كمِنَ كموناً: استخفى واستتر. تمت.

(٥) الجرثومة هي: الأصل والأرومة بالضم الأصل، تمت قاموس.

جرثمة الشيء بالضم أصله، تمت قاموس.

(٦) في (ن): الإبانة.