[ديباجة الكتاب]
  والناس يومئذٍ مكبون(١) على حجارة منحوتة، وعيدان منضودة، يعبدونها ويعكفون عليها، لا يعرفون ربًّا، ولا يدينون ديناً، ولا يطلبون دليلاً، ولا يهتدون سبيلاً، يأكل قويُّهم ضعيفَهم، ويهضم كثيرُهم قليلَهم، فأنقذهم الله سبحانه به ÷ من الضلالة، وهداهم بنور علمه من ظلم الجهالة، فجزاه الله عنا وعنهم أفضل ما جزى نبياً عن عترته، ورسولاً عن أمته.
  وأشهد أن الإمام بعده بلا فصل، أخوه وابنُ عمه، الفارجُ الكربِ عن وجهه، وأولُ من قال لاإله إلا الله معه علي بن أبي طالب - عليه سلام الله وصلواته -(٢).
  وأشهد أن الإمامة بعده في ولديه النجيبين الطاهرين، الزكيين، العلمين، العالمين، العاملين، الشهيدين الحسن والحسين ابني رسول الله ÷، و سيدي شباب أهل الجنَّة، إلا ما جعل الله - سبحانه وتعالى - لابني الخالة(٣).
(١) في (ن): منكبون، أي ثابتون.
(٢) نخ: #.
(٣) ومن هنا تبدأ مسائل الشريف العالم الفاضل نور الدين الحسن بن يحيى بن عبدالله بن سليمان بن محمد بن المطهر بن علي بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق # على الرسالة الناصحة، وهي ثلاث عشرة مسألة من مواضع متفرقة، وهذا بداية الأسئلة والجواب عنها: قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #: الحمد لله الذي جعل الحمد تاج عبادته، وأجرى المقادير على مقتضى حكم إرادته، وسد بتصافي نعمه كل خلل وكل فاقة، وكلف عبيده دون الجهد والطاقة، وصلى الله على نبيه المختار، وآله الأخيار وسلم.
سأل أرشده الله تعالى الشريف الأمير نور الدين ولي أمير المؤمنين عن مسائل تضمنها شرح (الرسالة الناصحة).
أولها: عن ابني الخالة من هما، الذين جعلهما أفضل من سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين $.
الجواب: أنهما عيسى # ويحيى بن زكريا @.