[ذكر أقوال الأئمة (ع) في التفضيل]
  أهل البيت $ خارجي، وخرجوا ظاهراً من المذهب الذي انتسبوا إليه، وادعوا أنهم عليه، وكنا نحتج عليهم بالحجة على أولئك.
  وإن قالوا: هو مخط فيما فعل، عاصٍ لله ø؛ فقد أصابوا فيما قالوا وخرجوا من المذهب الفاسد في أنه لا فضل إلاَّ بعمل، وعلموا أن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، وأن الحكمة بيده يؤتيها من يشاء، {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}[البقرة: ٢٦٩].
  فهذان أمران لا بد من القول بأحدهما، أهونهما ترك المذهب الذي لا دليل عليه، والرجوع إلى الحق الذي لا شك فيه، وترك الكبر الذي هو أصل المعاصي، والإعجاب بالعمل الذي هو رأس الفتنة، والرضى بحكم من لا يسع سخط شيء من حكمه محبوباً كان أو مكروهاً، ومعنى البيت ظاهر.
  (نفاة الفضل): هم الذين يعرفون بالعداوة للعترة الطاهرة.
  (ومعشره وأهله) آل محمد - ﷺ وعليهم أجمعين - وهم آل الحسن والحسين $، وقد تقدم الكلام في أمر الكساء وما خصَّهم الله - تعالى - في أمره به من الفضل العظيم والبركة الشريفة.
  وقوله: (موضع علمِ الرسلِ): لما روينا عن والدنا علي ابن أبي طالب # أنه قال: «إعلموا أن العلم الذي أنزله الله - تعالى - على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيئكم فأين يتاه بكم عن علم تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة هؤلاء مثلها فيكم»، في خبر يطول يأتي فيما بعد إنشاء الله تعالى.
  ونذكر(١) هذا ليعلم السامع أنَّا ما ذكرنا فيهم - سلام الله عليهم - لفظة إلاَّ لأثر من سنة أو كتاب، أو دليل عقلي، أو إجماع جلي، {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}[الكهف: ٢٩]،
(١) نخ (ن): وذكرنا.