شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أقوال الأئمة (ع) في التفضيل]

صفحة 458 - الجزء 1

  ثَمَّتَ أجرى بالقضا أقْلاَمَهْ ... وأنفذت أسيافهُ أحكامَهْ

  يقول: لما كملت فيه هذه الخصال، التي تقدم ذكرها، إدعى الإمامة لنفسه، وشهر سيفه، وأنفذ به أحكامه، وفعل ما يفعله الأئمة من أهل بيت النبوءة $.

  [٣٦]

  وقَطَعَ السارقَ والمحُاربا ... وسلَّ للعاصينَ سيفاً قاضِبَا

  وقادَ نحو ضِدِّهِ المقانِبَا ... وبثَّ في أرضِ العِدَا الكتائبَا

  هذا تأكيد لما تقدم من السؤال والإلزام، وتفصيل مجمله لينكشف الأمر فيه، فمعناه يقول: إن هذا، المقدم الذكر، أقام الحدود، وقطع (السارق والمحارب)، وشهر على عصاته (السيف القاضب) - أي القاطع -، (وقاد المقانب): وهي العساكر الكبار التي تقرب من الدوسر، ولا وجه لبسط الكلام في اللغة ها هنا، وبث السرايا في أرض أعاديه، وألزم جنده غزو معاديه، هذا موضع السؤال الذي يلحق المنصف فيه بصنف أهل الهدى، والمكابر بصنف أهل الضَّلال.

  [٣٧]

  ما حُكْمُهُ عِندَ نُفَاةِ الفضْلِ ... لما تناءا أصْلُهُ عن⁣(⁣١) أصلِي

  ولم يكنْ مِنْ مَعشرِي وأهلِي ... أهلِ الكِسَا مَوضِعِ عِلْمِ الرُّسْلِ؟

  هذا موضع السؤال والإلزام.

  فإن قالوا: هو مصيب فيما فعل، مطيع لله ø، وأعماله كلها صحيحة، لحقوا بالخوارج عند من كان أمرُهُمْ عنده ملتبساً، وإلاَّ فلسنا نشك أن من أنكر فضل


(١) في (ن): من.