شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر وقعة الطف للحسين بن علي بن أبي طالب (ع)]

صفحة 468 - الجزء 1

  بخمسين يوماً، وكان بين ولادة أخيه وبين العلوق به # طُهر واحد، وأمر النبيء ÷ بحلق شعره في اليوم السابع، وتصدق بوزنه فضة، وعق عنه كبشاً.

  وكان يُشْبه رسول الله ÷ من سُرته إلى قدميه، وكان أبيض اللَّون جداً حتى روي أنه كان # إذا قعد في موضع فيه ظلمة أهتدي إليه لبياض جبينه ونحره، وكان إماماً بالنص من رسول الله ÷، وقد تقدّم ذكره في باب الإمامة.

[حاله (ع) بعد وفاة معاوية]

  وكان منطوياً على القيام بعد أخيه فلم يتمكن من ذلك في أيام معاوية لعظم سلطانه - لعنه الله - وكثرة أعوانه، فلمَّا توفي معاوية أمر يزيد بن معاوية⁣(⁣١) إلى الوليد بن عتبة⁣(⁣٢) - وهو والي المدينة من قِبَلِ معاوية، ومروان⁣(⁣٣) كالمظاهر له على الأمر - (أن خذ الحسين


(١) يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الرجس الخبيث بايع له الناس بعد موت أبيه معاوية في شهر رجب سنة (٦٠ هـ)، وكان قد أخذ معاوية الناس على البيعة طوعاً وكرهاً، وكان يزيد سكيراً خميراً فاسقاً ظالماً يلعب بالقردة، وكانت أيامه تسمى الشؤم؛ لأنه قتل فيها ابن رسول الله ÷ الحسين بن علي وكفى به شؤماً وشناعة، وكذلك قتل من أولاد المهاجرين والأنصار ستة آلاف منهم ثمانين بدرياً في قتلى الحرة التي أباحها ثلاثة أيام قتل فيها الرجال والولدان واغتصبت النساء ونهبت الأموال، وكم له - عليه لعنة الله - من أعمال سوء يسود لها وجه التاريخ العربي والإسلامي وتوفي إلى لعنة الله وغضبه ونكاله في صفر سنة (٦٤ هـ) بموضع يقال له حوارين ودفن بدمشق.

(٢) الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب الأموي، أمير من رجالات بني أمية، ولي المدينة سنة (٥٧ هـ) في أيام معاوية، فلما مات معاوية كتب يزيد إلى الوليد بأن يأخذ له البيعة على الحسين بن علي، وعبدالله بن الزبير، ثم عزله يزيد عن ولاية المدينة سنة (٦٠ هـ) وجعله أحد رجال مشورته، ثم أعاده سنة (٦١ هـ) وظل والياً عليها إلى أن مات بالطاعون سنة (٦٤ هـ). الأعلام (٨/ ١٢١).

(٣) مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الوزغ بن الوزغ الملعون بن الملعون بنص رسول الله ÷ من أخبث الناس سيرة، وألأمهم وأفسدهم سريرة، قام بالأمر بعد معاوية بن =