[ذكر وقعة الطف للحسين بن علي بن أبي طالب (ع)]
  والقتل؛ يريدون بذلك إيجاب حقهم، وإظهار فضلهم، وصلة جدهم، وأمرهم بذلك أكابرهم، ونعم الأكابر كزهير بن القين، ومسلم بن العوسجة، وحبيب بن مظاهر، وأبي ثمامة، وأمثالهم - رحمة الله عليهم - فإنهم ما سفك لأحد من أهل بيت نبيهم À دم ومنهم عين تطرف، ولا نفس تعرف.
  قوله: (واعتمدوا الضرب بكل نصلِ) لأنهم - رحمة الله عليهم - إستسلموا للموت، فحكموا ظباة السيوف، واستهونوا الأمر المخوف.
  والنصول من أسماء السيوف في أصل اللغة، وهذا الإسم يعم في أصل اللغة كل حديدة مطبوعة رقاً مستطيلاً أو إلى الطول. (ومتقدماتها) خيارها؛ لأنه لا يبقى منها إلا ما أشتهر قطعه، وعظم نفعه.
  وقوله: (حديث الصّقلِ): يقول: إنها لا تعب من الفتاق والصقال فذلك أعظم بحالها، وفي الحديث أن الحسين بن علي @ سَنَّ سيفه في الليلة التي قتل في صبيحتها وهو يقول:
  يا دهر أفٍّ لك من خليل ... كم لك بالإشراق والأصيلِ
  من ميت وصاحب قتيل ... والدهر لا يقنع بالبديلِ
  وكلّ حيّ سالك السبيلِ
  فقالت له أخته زينب - رحمة الله عليها -: (أراك تخبرنا أنك تغصب نفسك، فقال #: لو ترك القطا ليلاً لنام)، يريد أن بني أميَّة لو تركوا المناكير وسفك الدماء وأخذ الأموال من غير حلها لوسعه التخلف عن جهادهم وبذل مهجته في حربهم.