[ذكر وقعة أحجار الزيت للإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية (ع)]
  جميع أهل البيت؛ بل جميع بني هاشم يعظمونه من حال صغره إلى وقت ظهوره ويعترفون بحقه، ويقرون بفضله، ويعتقدون إمامته، ويرجون الفرج على يديه.
  وروي بالإسناد(١) إلى عمرو بن الفضل الخثعمي أنه كان قائماً مع أبي جعفر الدوانيقي في زمان بني أميَّة، وغلام أسود، لازم فرساً على باب عبدالله بن الحسن، فخرج محمد بن عبدالله $ والخثعمي لا يعرفه فلزم فرسه للركوب، فوثب أبو جعفر فلزم ركابه، وسوى عليه ثيابه، فقال عمرو بن الفضل راوي الحديث - وكان يعرف أبا جعفر ولا يعرف محمداً - من هذا الذي أعظمته كل هذا الإعظام؟ فقال: (أو لست تعرفه!؟، فقال: لا، فقال: هذا محمد بن عبدالله، هذا مهدينا أهل البيت)، فلما صار الأمر إلى بني العباس سخت نفوسهم بفراقه والخروج منه، وسلكوا مسلك بني أميَّة؛ بل زادوا عليهم في قتل هذه العترة الطاهرة، على إظهار كلمة الحق، وطلب إخماد نار الباطل.
[بيان سبب تسمية النفس الزكية (ع) بصريح قريش]
  وكان # يسمى صريح قريش لأنه لم يكن في آبائه إلى علي بن أبي طالب @ من أمه أم ولد، وجمع الفواطم الكرائم في نسبه، كما قدمنا، آخرهن فاطمة ابنت أسد أم جده علي ابن أبي طالب # أول هاشمية ولدت لهاشمي، وهي كافلة رسول الله ÷، وكان يدعوها أمًّا، وكانت - رحمة الله عليها - تؤثره - عليه وآله السلام - على أولادها، وقد روينا ذلك عنه، وهاجرت عن أمره هجرة الحبشة، وهاجرت معه إلى المدينة، فلما توفيت بكى عليها بكاءً عظيماً وكفنها في قميصه، واضطجع في لحدها وقال: «أما تكفينها في قميصي فبرآة لها
(١) روى هذا الخبر أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين (٢١٢) عن عمير بن الفضل الخثعمي، ورواه أيضاً الإمام أبو طالب في الأمالي (ص ١٣٤) عن عمير بن الفضل أيضاً، ولعله الصحيح من اسمه كما ذكره أيضاً في طبقات الزيدية بأن اسمه عمير بن الفضل، وقال: يروي عن أبي جعفر المنصور، ومحمد بن عبدالله النفس الزكية.