شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر وقعة أحجار الزيت للإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية (ع)]

صفحة 494 - الجزء 1

  من النار، وأما اضطجاعي في لحدها فليوسعه الله عليها» وكبر في الصلاة عليها أربعين تكبيرة، فسُئِل عن ذلك، فقال: «لأربعين صفاً من الملائكة $»⁣(⁣١).

  وفاطمة بنت الحسين أم أبيه عبدالله بن الحسن، كانت أشبه النساء بفاطمة بنت رسول الله ÷، ولم يكن لأحد من أهل بيت النبوءة $ شرف عبدالله بن الحسن، ولا كان أحد من أكابر أهل زمانه يعدل به من آل النبي أحداً، ولقد أراد أبو جعفر إدهاشه لما وصل به إليه من المدينة أسيراً وبكافة من قدروا عليه من بني حسن النجباء الطاهرين كعلي ابن الحسن⁣(⁣٢) تالي القرآن، صريح الإيمان؛ لأن في الرواية أنه ما نام # من وقت دخوله السجن إلى أن ماتوا رضوان الله عليهم لأنهم حبسوا في محبس مظلم لا يعرفون ليلاً من نهار، ولا وقت صلاة إلاَّ بقراءته #، وسليمان⁣(⁣٣) بن داود بن الحسن وجعفر بن الحسن وأشباههم


(١) روى هذا الخبر بكامله السيد الإمام أبو العباس الحسني في المصابيح (١١٩) والإمام أبو طالب في الأمالي في الباب الثاني في فضائل النبي ÷ وحسن شمائله (٢٨).

(٢) علي العابد بن الحسن المثنى بن الحسن الرضا بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب $، والد الإمام الحسين بن علي الفخي كان من عيون العترة وفضلائها وعبادها، كان يقال له علي الخير وعلي الأغر وعلي العابد وكان يقال له ولزوجته زينب بنت عبدالله بن الحسن الزوج الصالح لكثرة عبادتهما حبسه أبو جعفر المنصور الدوانيقي في محبس الهاشمية، وكانوا لايعرفون أوقات الصلاة إلا بتلاوته لأجزاء القرآن الكريم، وتوفي # وهو ساجد في الحبس وهو ابن خمس وأربعين سنة لسبع بقين من المحرم سنة ست وأربعين ومائة.

(٣) في جميع النسخ: سليمان بن داود بن الحسن بن جعفر بن الحسن، والصحيح ما أثبتناه ولعل المذكور غلط من النساخ الذين لا عناية لهم بالتاريخ، فإنه لم يذكر في من حبسه أبو جعفر المنصور من هو بهذا الإسم من أهل البيت $، بل الصحيح أنهما إسمان الأول هو سليمان بن داود بن الحسن، قال في الجداول: سليمان بن داود بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب، حبسه الدوانيقي مع عمه عبدالله، انتهى. والثاني جعفر بن الحسن بن الحسن أطلقهما أبو جعفر المنصور بعد مقتل محمد وإبراهيم ابنا عبدالله بن الحسن مع جماعة من أهل البيت $ ذكر ذلك في =