شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر طرف من أمر الإمام الحسين بن علي الفخي (ع)]

صفحة 500 - الجزء 1

  والعدل في الرعيَّة، والقسم بالسويَّة، وعلى أن تقيموا معنا، وتجاهدوا عدونا، فإن نحن وفينا لكم وفيتم لنا، وإن نحن لم نفِ لكم فلا بيعة لنا عليكم)، فلما استحكم أمر الدنيا تقدم ~ إلى مكَّة للحج، ونشر الدعوة منها، واستخلف على المدينة رياش الخزاعي، وكان صاحب بني العباس يوم ذاك موسى الملقب بالهادي⁣(⁣١) بن محمد الملقب بالمهدي بن أبي جعفر الملقب بالمنصور بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس، فوجَّه هذا العباسي الجيوش الكثيفة لحربه #.

[ذكر عدد أصحابه (ع) وعدد أعدائه]

  أخبرني جدي سليمان بن القاسم - قدس الله روحه - أن عدتهم بلغت أربعين ألفاً، وكان عليهم من بني العباس العباس بن محمد⁣(⁣٢)، وعيسى بن موسى، وجعفر ومحمد⁣(⁣٣) ابنا سليمان، ومن الجند مبارك التركي، وابن يقطين، فهؤلاء أمراء الأجناد، ولهم - أيضاً - من دونهم أمراء، وكان عدة أصحابه # ثلاثمائة، وقيل يزيدون قليلاً هو بضعة عشر ونحو ذلك، على قول من قال عدتهم كانت عدة أهل بدر، فالتقوا نهار


(١) موسى الملقب بالهادي ولد بالري سنة ١٤٤ هـ ولي بعد وفاة أبيه المهدي محمد بن أبي جعفر المنصور، وكان غائباً بجرجان فأخذ له البيعة أخوه هارون الملقب الرشيد سنة ١٦٩ هـ في شهر المحرم وكان جباراً عنيداً فظاً غليظاً عنوداً حسوداً قل من يسلم من سطوته من جلسائه وكانت أمه الخيزران هي المستبدة بالأمر فأراد خلع أخيه هارون وتولية ابنه جعفر فلم تر أمه ذلك فأمرت جواريها فخنقنه سنة ١٧٠ هـ.

(٢) العباس بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس، أبو الفضل الهاشمي: هو أخو السفاح وأبو جعفر المنصور، ولاه المنصور دمشق وبلاد الشام كلها، وولي الجزيرة في أيام الرشيد، أرسله أبو جعفر المنصور لغزو الروم في ستين ألفاً، وكان مولده سنة (١٢١ هـ) وتوفي ببغداد سنة (١٨٦ هـ). الأعلام (٣/ ٢٦٤).

(٣) محمد بن سليمان بن علي بن عبدالله بن العباس العباسي، أبو عبدالله أمير البصرة، وليها في أيام المهدي سنة (١٦٠ هـ) وعزل سنة (١٦٤ هـ) وأعاده الرشيد، وكان مولده (١٢٢ هـ) وتوفي (١٧٣ هـ) بالبصرة، كانت نفسه تطمح إلى الخلافة؛ فلم يتمكن من ذلك. الأعلام (٦/ ١٤٨).