[ذكر من يكون عند الحوض يوم القيامة]
  وآله السلام -، ولم ينكره أحد من أهل الشهادة، إلاَّ أن الباطنية فرقة تظهر الشهادة وهي خارجة عن فرق الإسلام لتأولهم الشريعة، ومخالفتهم لما علم من دين النبي ÷ ضرورة، يزعمون أن الحوض إشارة إلى القائم المغربي، وأن شرابه الطيب - الذي حكى - إشارة إلى علم ذلك القائم، وفي ذلك العلم الحلاوة لأنه رفع عنهم به التكاليف الشاقة من الصلاة والصيام، وحج بيت الله الحرام، إلى سائر خرافاتهم التي خرجوا بها من دائرة الإسلام، وأباحت سفك دمائهم للإمام، ونحن لا نتكلم معهم في هذا وإنما نتكلم معهم في إثبات الصَّانع، تعالى وصفاته، وما يجوزعليه، وما لا يجوز، وأفعاله، وأحكام أفعاله، وما يحسن منها، وما لا يحسن. ثم نتكلم بعد ذلك في النبوءة، وأن النبي ÷ لا يجوز أن يكون مُلبساً ولا مُغلطاً ولا يكتم شيئاً ممَّا أمر الله به عباده؛ لأن ذلك ينقض الغرض ببعثته، فعند ذلك ينقطع كلامهم، وينتقض إبرامهم، وجملة أنهم يستهزؤن بالشرع والشارع، وينكرون الصَّانع، يعرف ذلك من شاهد أحوالهم، واطلع على أسرارهم القبيحة التي ستروها بالكتمان، فشهرها ونعاها عليهم أعيانُ الله على عباده، وأمناؤه في بلاده، تراجمة الدين، وحماة سرح المؤمنين، من العترة الطاهرة المكرمة، لا العترة الغامضة المكتمة، فميز بعقلك الأمور تكتب في ديوان الفائزين.
[ذكر من يكون عند الحوض يوم القيامة]
  [٥٦]
  وعندهُ الحيدرةُ الضرغامَهْ ... وولداهُ صاحبا الإمامهْ
  وكلّهم في كفِّهِ صدَّامهْ ... تَنفِي عَنِ الفاسقِ عَظْمَ الهامهْ
  (الحيدرةُ): هو علي - عليه أفضل الصلاة والتسليم -.