شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر من يكون عند الحوض يوم القيامة]

صفحة 510 - الجزء 1

  و (الضرغامَةْ): هو الأسد، نعته بذلك لما جرى من التمثيل السابق على ألسنة العرب وإلاَّ فهو ~ أشد بأساً من اللُّيوث العادية، والقروم السامية، أين المثل من الممثول، ولكن في تشبيه الله - تعالى - لنوره بمصباح المشكاة أسوة حسنة.

  (وولداه): الحسن والحسين @، وقد أوضح ذلك بقوله: (صاحبا الإمامة) لأنه لا إمام من ولده $ إلا هما، ولا نص على سواهما - كما قدمنا في باب الإمامة -.

  قوله: (وكلهم في كفّه صدّامة): يريد بلفظ الجمع بكل: الحسن والحسين @، وذلك شائع في اللغة، ولأن أصل الجمع التثنية وإن كان العرف قد نقل عنه، وقال الله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}⁣[التحريم: ٤]، معنى {صَغَتْ}⁣[التحريم: ٤]: مالت عن الحق لإظهار سر النبي ÷.

  وقال الراجز:

  ومهمهين قَذَفَين مرْتين ... ظهراهما مثل ظهور التُرْسَين⁣(⁣١)


(١) هذه لخطام المجاشعي، وقيل لهميان بن قحافة. والمهمة: المفازة، والقذف - بالتحريك -: الذي يقذف سالكه فلا يمكث فيه أحد؛ وقيل: البعيد. والمرت - بالسكون -: القفر لا ماء فيه ولا نبات. والترس: حيوان ناتي الظهر.

وثنى (ظهراهما) على الأصل وجمع فيما بعد لأمن اللبس، ولأنه ربما كره اجتماع تثنيتين لا سيما عند تتابع التثنية كما هنا، وقال النحاة: كل مثنى في المعنى مضاف إلى متضمنه يختار في لفظه الجمع لتعدد معناه وكراهية اجتماع تثنيتين في اللفظ، ويجوز مجيئه على الأصل كما هنا ويجوز إفراده كقوله: حمامة بطن الوادييني ترنمي.

والجوب: القطع، والنعت: الوصف، ويروى: بالسمت لا بالسمتين. والسمت: الهيئة والقصد والجهة والطريق. والمراد أنهما وصفا أو ذكرت هيأتهما له مرة واحدة. يقول: رب موضعين قفرين لا أنيس فيهما له ظهران مرتفعان كظهري الترسين قطعتهما بالسير بنعت واحد لا بوصفهما لي مرتين أو ثلاثة كغيري، ويجوز أن المعنى بذكر نعت واحد من نعوتها لا بذكر نعتين بالنعت بمعنى الصفة =