شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حال من تقدمت صفته بالخشوع وانخفاض الصوت لما ذكر له فضل أهل البيت (ع)]

صفحة 519 - الجزء 1

  من الأسود والأحمر، أهل الحسام والمنبر، والصفا والمشعر، والمقام والمنحر. جعلهم الحكيم، سبحانه، أعلاماً للحُجَا، وأقماراً للدجى، فتصلب في دفاع الحُجَّة، وشمر عن ساقه ليخوض اللجَّة.

  فقلنا: فقد قال النبي ÷ فيهم: «قدِّموهم ولا تقدَّموهم، وتعلموا منهم ولاتعلموهم ولا تخالفوهم فتضلوا ولا تشتموهم فتكفروا». فنفض رأسه وأظهر شماته.

  وقال: ما أهل البيت إلاَّ ناس من الناس، و على هذا مضت الشيوخ الأكياس.

  قلنا: إنهم وإن كانوا كذلك فإنهم في الناس بمنزلة الرأس من الجسد، وبمنزلة العينين من الرأس، لا يصلح جسد لا رأس له، ولا رأس لا عين فيه، والناس مع إستوائهم في الإنسانية معادن وأجناس، كالذهب والفضة والحديد والنحاس، ألا ترى أن الإنسان الواحد مجموع أعضاء أفضلها الرأس.

  قال: هذا لا يجوز في مذهبنا.

  قلنا: هذا من ذلك، إن من أعاد الضمير في مذهبنا إلى نفسه وهو من غير أهل البيت $ فقد إرتكب عظيماً، وامتطى خطباً جسمياً، فلا تمحق هذه العبادة بالإنكار فضل أدلة الدنيا وشفعاء الآخرة، فتشدد إستكباراً، وازداد مع تلطفنا في الدعاء فراراً، فتأملوا الإحتجاج - رحمكم الله - فأكثر لفظه وجميع معناه قد كان بيننا وبين من أنكر الفضل ممن تقدمت صفته.

[حال من تقدمت صفته بالخشوع وانخفاض الصوت لما ذكر له فضل أهل البيت (ع)]

  [٦٣]

  وخفَّ بعد الحلمِ والوقارِ ... وقامَ لي مُنْتَصِباً يُمَاري

  بحُجَّةٍ دائمةِ العثارِ ... ساقطةٍ في وسطِ المضمارِ