[ذكر أقوال الأئمة (ع) في التفضيل]
  قوله في صفة منكر فضلهم إنه (في أهبة المنقطع المطيع): لأن حاله كانت كذلك، لباسه الصوف، وظاهره التقشف والتنظيف، وذلك أعظم في الفتنة، وأشد في المحنة. ثم وصفه (بالمتطامن) في الركوع لأنه يحسن أعمال العبادة في الظاهر، وإن محقها بالإعتقاد الباطن.
  ووصفه (برفع الصوت) لأن حال أكثر من أنكر فضل العترة $، كذلك يماوتون أصواتهم في الكلام، لينفذ سحرهم في العوام، فيلقنوهم بغضة آل محمد البررة الكرام - عليه وعليهم أفضل السلام - وإنكار ما جعل الله - تعالى - لهم من الفضل على جميع الأنام. وقد قال أمير المؤمنين # في مثل ذلك: (قطع ظهري إثنان: عالم فاسق يصد الناس عن علمه بفسقه، وذو بدعة ناسك يدعو الناس إلى بدعته بنسكه).
  [٦٢]
  لَمّا ذَكَرْتُ عندهُ آل النبي ... لَفّفَ أطرافَ القِنَاعِ يحتبي
  وقالَ لي دَعْ عنكَ ذِكْرَ المنْصبِ ... فالفضلُ في مذهبِنَا أمرٌ غَبِي
  هذا تفصيل لحال من تقدم ذكره يقول: ما اختص الله - سبحانه وتعالى - به العترة الطاهرة من الفضل العظيم، والشرف الجسيم، الذي جعلهم $ له أهلاً، وقرارة ومحلاً، وعقد لهم على جميع البشر الولاية والإمارة، ضاق لذلك صدر المنتحل التشيع الخاشع، ونفد صبره، وجمع للحبوة قناعه، وأظهر من إعتقاد فضل العترة الطاهرة إمتناعه، وقال: (دع ذكر المنصب)، وما المنصب؟ هذا أمر لا نعرفه في مذهبنا ولا نعتقده، ونسي أن مذهبه وإعتقاده لا يكون حُجَّة على الحُجَّة عليه وعلى جميع البشر
= خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب الشيطان» قال: أخرجه الحاكم وقال الحاكم في المستدرك: هذا حديث صحيح الإسناد. انتهى المراد.