[الإخبار بما يجب على أهل الإسلام من التسليم لله سبحانه وترك الاعتراض عليه في فعله]
  بعد هذه السفرة لاقيك: أحبب محب آل محمد ما أحبهم، وأبغض مبغض آل محمد ÷ ما أبغضهم، وإن كان صوَّاماً قوَّاماً(١)». وهذا كما ترى تصريح من جابر | بوجوب حب محبهم، وبغض مبغضهم، وإن كان صوَّاماً قوَّاماً. ومنكر فضلهم مبغض وزيادة.
  وقد روينا عن النبي ÷ أنه قال: «مَنْ كان في قلبه مثقال حبَّة من خردل عداوة لي ولأهل بيتي لم يرح رائحة الجنَّة»، فهذا يؤيد قول جابر |.
  وكذلك فإنَّا روينا أن النبيء ÷ قال في المرض الذي توفى فيه - صلى الله وملائكته عليه وعلى آله -: «أيها الناس إني قد خلفت فيكم كتاب الله وسنتي وعترتي أهل بيتي، فالمضيع لكتاب الله كالمضيع لسنتي، والمضيع لسنتي كالمضيع لعترتي، وأما أن ذلك لن يفترقا حتى اللُّقَا على الحوض(٢)». فهذا - كما ترى - موجب للرجوع إليهم في جميع الأوقات إلى إنقطاع التكليف، وأن الله - تعالى - يحكم ما يشاء ويختار ما يريد، ولا إعتراض لأحد من خلقه عليه، وقد أوضح ذلك بقوله:
[الإخبار بما يجب على أهل الإسلام من التسليم لله سبحانه وترك الاعتراض عليه في فعله]
  [٦٥]
  ليس على ربي اعتراضٌ لأحدْ ... يَفْعَلُ ما شاءَ تعالى ومَجَدْ
  لم يَجْعَلِ الكلبَ سَواءً والأسدْ ... فَاطَّرِحُوا ثَوْبَ العنادِ والحسدْ
(١) روى زيارة جابر بن عبدالله: الإمام أبو طالب في الأمالي ٩٣ عن عطية العوفي، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين، ورواه عن السيد أبي طالب (١٤١).
(٢) رواه الإمام الأعظم زيد بن علي في المجموع (٤٠٤) والإمام أبو طالب في الأمالي (٩٤) والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين (٧٣).