[حكايته لأحوال مناظرته ولطفه بخصمه واحتجاجه عليه بمحكم الآيات]
  هذا إخبار منه بما يجب على أهل الإسلام من التسليم لله - سبحانه - وترك الإعتراض عليه في فعله، وهو نوع من الإحتجاج على من أنكر اختيار الله - سبحانه - لمن شاء من خلقه؛ قوي لا يدفعه إلاَّ مكابر، لأنه لا ينقد على الحكيم إلاَّ من هو أعلى رتبة منه، ومن لحق بهذه الحال بلغ في الكفر الغاية القصوى، ونقل معه الكلام إلى إثبات الصَّانع - تعالى - وأفعاله، وصفاته، وما يجوز عليه، وما لا يجوز، وقد قال تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ٢٣}[الأنبياء].
  ثم بين ذلك بقوله: (لم يجعل الكلب سواءً والأسد): لأنه سبحانه الخالق لهما، فجعل الكلب نجس الذات، والأسد طاهر الذات، وجعل الأسد مخوفاً جرياً، والكلب مهاناً زرياً.
  قوله: (فاطَّرحوا ثوب العناد والحسد): هو إستعارة ها هنا، يقول: كأنَّ قائل هذا القول مدثر ثوب عناد وحسد فأمره بإلقائه، لأن «الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب»، ذلك مروي عن النبيء ÷، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ٥٤}[النساء]. ولا يجهل هذا القدر إلاَّ جاهل مغبُون.
[حكايته لأحوال مناظرته ولطفه بخصمه واحتجاجه عليه بمحكم الآيات]
  [٦٦]
  وجئتُهُ بمحكمِ الآياتِ ... وفَاصِلِ المُنْزَلِ في السُّورَاتِ
  وقلتُ قَدْ جئتَ على ميقاتِ ... إنْ كُنتَ تبغي طرقَ النجاةِ
  هذه حكاية لأحوال مناظرته ولطفه بخصمه واحتجاجه عليه بمحكم الآيات، وفاصِل