شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان ما هي التمائم والعقيقة والعمائم]

صفحة 538 - الجزء 1

  وهو مما كان يعوذ به أبوينا المطهرين الحسن والحسين @(⁣١)، وكان جدنا إبراهيم خليل الرحمن يعوذ به ولديه إسماعيل وإسحاق - À أجمعين -.

  ومن ذلك العقيقة: وهي كبش أو كبشان يذبح لسبعة أيام من ولادة المولود، ثم يفصل إرباً ولا تكسر عظامه، ثم تدعا عليها جماعة من المسلمين، ويحلق شعر المولود ذلك اليوم ويتصدق بوزنه ذهباً أو فضة على قدر الإمكان، فكل هذا عن النبيء ÷، وبمشيئة الله - تعالى - تتم الحياة والبركة؛ لأنه ÷ لا يفعل شيئاً من تلقاء نفسه، وإنما يفعل ما أمره به ربُّه، وقد فعل كل ما ذكرنا لولديه المطهرين الحسن والحسين - ª وعلى من طاب من المنتسبين إليهما - فإذاً معنى التمائم: هي الكتب في حق أهل البيت $، المتصلي الأنساب، العارفين بدلالة الكتاب، فإذا ترعرع المولود نزعت عنه تلك الكتب فلذلك قال: (ميطت التمائم).

  و (العمائم) معروفة لهم خاصة، ولأهل الرفعة من العرب عامة، وأهل البيت $ إذا نشأ فتاهم تعمم وأماط الشعر، وعلي # الأصل في ذلك، لأن في الحديث عنه # أنه قال: سمعت رسول الله ÷


(١) أخرج الإمام أبو طالب في الأمالي ص (٩٥) عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله ÷ يعوذ الحسن والحسين: «أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامَّة، ومن كل عين لامة» ويقول: «كان أبوكم يُعَوِّذ بها إسماعيل وإسحاق»، وأخرجه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء (٦/ ٤٧٠) رقم (٣٣٧١) عن ابن عباس.

وأخرجه أيضاً أبو داود في السنة (٤/ ٢٣٥) رقم (٤٧٣٧) والترمذي في الطب (٤/ ٣٩٦) رقم (٢٠٦٠) وأحمد في المسند (١/ ٣٥٣) رقم (٢٤٣٨)، وأخرجه أيضاً الطبراني في الأوسط (٣/ ٣٤٤ - ٣٨٥) رقم (٤٧٩٣ - ٤٨٩٩)، ورواه أيضاً في مجمع الزوائد (٥/ ١١٦) والطبراني في الأوسط أيضاً (٦/ ٣٩٤) رقم (٩١٨٣) عن علي # وعن ابن عباس في الأوسط للكبراني (١/ ٦٢١) رقم (٢٢٧٥) والهيثمي (٥/ ١١٦ - ١١٧) بلفظ: «أعيذكما بكلمات الله التامات من شر ما خلق، وذرأ وبرأ، ومن كل عين لامة».