[بحث في الافتخار]
  يقول: «إن تحت كل شعرة جنابة فَبِلوا أصول الشعر وأنقوا البشر، قال #: فمن هناك عاديت شعري(١)». واقتدى به في ذلك الطاهرون من ذريته. وقد رأينا(٢) من ترك ذلك فالله المستعان.
  قوله: (أسبرُ): يريد به الفطن، والقياس، واعتبار صحيح الأقوال من سقيمها.
  و (الفذ): هو الواحد المنفرد، وقد صار بالنقل يفيد المنفرد بخصال الكمال حتى صار حقيقة فيه.
  و (العالم) معروف، وهو نقيض الجاهل في المجاز، لأن المناقضة الحقيقية بين العلم والجهل.
  و (الفكرة) والرؤية معناهما واحد.
  وقوله: (نافذة): يريد؛ ماضية؛ لأن فكرة البليد متحيرة لقلة تمييزه، وشبهها (بالصارم) وهو السيف الذي يصرم ما قابل ومعناه يقطعه، وبه سمي صارماً، ومنه سمي حصاد النخل صراماً، ومنه صرم المودة.
[بحث في الافتخار]
  وما ذكر في هذا البيت وفي الذي قبله وفي الذي بعده ممَّا يجري مجرى الإفتخار وذكر الفضائل خارج عن الباب المذموم، لأن القُصُود هي التي تُحَسِّنُ الأفعال أو تُقَبِّحها، وفي ذلك ما روينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «الأعمال بالنيَّات
(١) رواه بألفاظ مقاربة الإمام المؤيد بالله (ع) في شرح التجريد (خ) والإمام المتوكل علىلله أحمد بن سليمان (ع) في أصول الأحكام (خ)، وأخرج نحوه أبو داود في الطهارة (١/ ٦٣) رقم (٢٤٩) وابن ماجه في الطهارة (١/ ١٩٦) رقم (٥٩٩) وأحمد في المسند (١/ ١١٨) رقم (٧٣٠) والطبراني في الأوسط (٥/ ١٩٣) رقم (٧٠٣٤) بلفظ: «من ترك شعرة من جسده لم يغسلها فعل به كذا وكذا في النار»، قال علي #: (فمن ثم عاديت شعري).
(٢) في نخ (ن): أُرينا.