شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حالة طالب العلم بعد عودته إلى أهله]

صفحة 559 - الجزء 1

  و (البشر): هو الطلاقة والبشاشة، وسمي بشراً لظهوره في بَشَرة الوجه، ومنه البشارة؛ تقول منها: (بشرت الرجل بخير وأبشرته أبشره) وأُبشِّرُه وبشَّرتُهُ: مشدد - أيضاً - بمعنى فعلته، وهو نقيض العبوس.

  و (المنتخب): هو المختار من كل شيءٍ.

  و (الصنو): هو الأخ من الأب والأم، ثم صار بعد ذلك يفيد الأخ من كل واحد من الأبوين على الإنفراد، وأصله في النخل أن يخرج من النخلة فسيلتان فتكون كل واحدة لصاحبتها صنواً، ثم نقل إلى الناس فصار حقيقة في الجميع.

[حالة طالب العلم بعد عودته إلى أهله]

  [٨٤]

  فراحَ جذلانَ قريرَ العينِ ... قد نالَ ما رامَ بأمرٍ هَيْنِ

  يفْرقُ بينَ حاسدي وبيني ... كالفرقِ بين الصفْرِ واللُّجَيْنِ

  يقول: رجع هذا الطَّالب إلى أهله (جذلان): يريد؛ فرحان. (قرير العينِ): يريد؛ مسروراً بما أصاب من العلم، لأن عين المحزون سخينة، وقد قيل أصل قرة العين من القر وهو البرد، ودمعة السرور باردة بالمشاهدة، وسخينة العين من السخونة وهو الحر، ودمعة الحزن حارَّة بالمشاهدة - أيضاً -، وقيل قرة العين أخذت من القرار وهو السُّكون، فلما كان الراضي بما معه لا تعدو عينه إلى سواه؛ بل هي ساكنة عليه غير طامحة إلى غيره، قيل: قرت عينه بما أوتي.

  قوله: (يفرق بين حاسدي وبيني): يريد؛ يعلم فضل العترة $ على من أنكر فضلهم وهو حاسدهم كما يعلم فضل (اللجين): وهو الفضة على النحاس، وهو ها هنا (الصفر) ولا يجهل فضل أحدهما على الآخر إلاَّ جاهل، وأجهل منه من أنكر فضل العترة الطاهرة على جميع البشر.