[اتباع العترة شرط في قبول الأعمال ومثال ذلك: الخوارج أصحاب النهر]
  و (أصحاب النهر): هم الذين خرجوا على علي #، وكان أول خروجهم إلى حرورا، وهو موضع معروف، فخرج إليهم ~ وابن عباس ¥ فناظراهم ورداهم المصر، وسماهم علي # الحرورية لاجتماعهم بحرورا، ثم خرج متوجها إلى الشام وهم من جملته # فانفصلوا إلى النهروان وسلوا سيوف البغي على الناس، وقد اختلف في عدَّتهم وهي كثيرة إلاَّ أنهم القراء والعبَّاد، وأهل الإنقطاع والتخلي، قوام اللَّيل، وفرسان الخيل، فبعث # إليهم رسولاً فقتلوه، فوجه إليهم ابن عباس ¥ فناظرهم فرجعت منهم طائفة وثبت باقيهم على الضلالة.
  وكان إمامهم - بزعمهم - عبدالله بن وهب الراسبي(١)، وكان له ثفنات كثفنات البعير من كثرة الصلاة والعبادة.
  وكان فيهم المُخَدَّجُ الذي يقال له ذو الثدية، وقد ذكره النبيء ÷ لأمير المؤمنين # وبشره بجهادهم، كانت إحدى يديه مثل ثدي الإمرأة عليها شعرات كشارب السنور إذا مدَّت ساوت الأخرى فإذا تركت عادت إلى حالتها الأولى.
= لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ٨٢}[القصص]، قيل: إنها كلمة تعجب، وقيل: معناها ألم تر، وقيل: ويلك، وقيل: اعلم، تمت قاموس معنى مختصراً.
(١) عبدالله بن وهب الراسبي، من الأزد، من أئمة الإباضية من فرق الخوارج، كان ذا علم ورأي وفصاحة وشجاعة، وكان عجباً في عبادته، أدرك النبي ÷ وشهد فتوح العراق مع سعد بن أبي وقاص، وكان مع علي # في حروبه إلى أن وقع التحكيم، فحصل الاختلاف، فأنكره الخوارج، وهم جماعة كانوا في جيش أمير المؤمنين # فكَفَّروا علياً # ومرقوا من طاعته، فأمروا عليهم الراسبي، وحاربهم علياً # في وقعة النهروان وقتل عبدالله بن وهب الراسبي في المعركة سنة (٣٨ هـ) وللخوارج أخبار وقصص تطول، من أراد الاستكمال فليرجع إلى شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد المعتزلي.