[من فوائد استجابة الدعوة، أولا: الجهاد في سبيل الله تعالى]
  ولما روينا عنه ÷ أنه قال: «إسألوا الله الثبات في الأمر، فإن العبد قد يكون على الجادة من جواد النار، فلا يزال يعمل عليها دؤباً دؤباً، حتى تعرض له الجادة من جواد الجنَّة فيسلكها فيموت عليها فيصير إلى الجنَّة، وقد يكون على الجادة من جواد الجنَّة، فلا يزال يعمل عليها دؤباً دؤباً، حتى تعرض له الجادة من جواد النار فيسلكها [بعد ذلك(١)] فيموت عليها فيصير إلى النار، فاسألوا الله الثبات في الأمر(٢)».
  وسأل الله - تعالى - بعد ذلك (دولة لأهل محمد) (ﷺ وعليهم أجمعين) لتُرَدَّ المظالم إلى أهلها، وتنفق الأموال في وجوهها، وتجبى الحقوق من حلها، وتصرف إلى أهلها، وتستريح الأرامل واليتامى في مساكنها، وتسلم إليها أقواتها، وتجري الأحكام إلى غاياتها، وتعود الإمامة إلى أربابها، ووراثة النبوءة إلى نصابها، فحينئذٍ تُعض رؤوس الكفر فلا تقوم حلاوة رضاعها، لمرارة فطامها، فينتظم شمل المسلمين بعد إنحلاله، ويخفت صوت الكفر بعد إهلاله، فيصيح بأنه كان مغلولاً وكبشه نطيحاً، ويمشي المظلوم آمناً مستنيراً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.
[من فوائد استجابة الدعوة، أولاً: الجهاد في سبيل الله تعالى]
  [٩٦]
  حتى تُروَّى الباتراتُ في العَلَقْ ... وثَمَراتُ السُّمرِ من ماءِ الحدَقْ
  مِنْ كُلِّ رِجْسٍ قد تعّدى ومَرَقْ ... إذا لِوَاءُ النصرِ لاحَ وَخَفَقْ
(١) زيادة من (نخ).
(٢) روى الإمام أبو طالب في الأمالي (٢٣٦) نحوه، وله شواهد كثيرة توافق في المعنى وتخالف في اللفظ.