[ثانيا: هداية الناس إلى الحق]
  يقول: إذا منَّ الله - سبحانه - بإستجابة هذه الدعوة، العامة النفع بوقوع هذه الدولة المرجوة، الحميدة العادلة المفيدة، روينا السيوف من (علق الدم)، لأن آخر هذا الدين لا يصلح إلاَّ بما صلح به أوله.
  و (السُّمر): الرماح، و (ثمراتها): أسنتها، تشبيهاً بالثمر؛ لأنها في رؤسها، وثمر الشجر أبداً في رأسه.
  و (الحدق): هي العيون أنفسها، يريد: يطعن عيون أعداء الكتاب حتى يدينوا لحكمه، فتُروَّى الأسنَّة من مائها.
  و (الرجس): هو الفاسق والكافر، وأصل ذلك النجس الكريه الذي تنفر عنه النفس.
  و (التعدي): فعل ما ليس للإنسان فعله، أو ترك ما عليه فعله في عرف الشريعة، والأول أصل اللغة في ذلك.
  و (المروق): هو الخروج عن الحق بعد الدخول فيه، وأصل ذلك في السَّهم إذا مرق عن الرمية.
  و (اللواء) هنا: الإمارة، وهو معروف لفظه ممدود، فإذا نصر الله الحق وأهله فهو لواء النَّصر، ولا يوضع إلاَّ في أيدي الأكارم الصَّابرين في الملاحم.
  يقول صاحب هذا الشأن في مثل ذلك: ..
  إنّ على أهل اللواء حقا ... أن يحصنوا الصعدة أو تندقا
  و (خفقانه) ولمعه يقع من الإضطراب عند صدق الضراب.
[ثانياً: هداية الناس إلى الحق]
  [٩٧]
  حينئذٍ نَسُوقُ أهلَ العصيانْ ... وما لنا إلاَّ الموَاضِيْ عِصْيانْ
  وذاكَ باللهِ العظيمِ قدْ آنْ ... حتى يَبِيْعُوا كفرَهم بالإِيْمَانْ