شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حكايته (ع) لوعد الله تعالى لنبيئه ÷ بالمهدي]

صفحة 578 - الجزء 1

  هذه بشارة منه لأوليائه من أشياع آل محمد الذين لحقت بهم قلوبهم حين طارت عنهم قلوب الناس، فأعزُّوهم حين أذلوهم الناس، واعترفوا من فضلهم بما أنكره الناس، فهذه البشارة لهم مخصوصة، وإليهم منصوصة.

  وقد روي عن النبي ÷ أنه قال: «إشتدي أزمة تنفرجي»، وروي عنه ÷: «لأن أكون في شدة أنتظر الرخاء أحبّ إليَّ من أن أكون في رخاء أنتظر الشدة⁣(⁣١)» ولا أشد فيما علمنا من زماننا هذا الذي نحن فيه من تعطيل الشرائع، وإظهارالبدائع، وارتكاب الشنائع، وتتابع القوارع، فالله المستعان.

  يقول: ليس لله، سبحانه، من شريك⁣(⁣٢) في ملكه فيمنعه من تمام وعده بنصر جنده، وكيف لا يفرج سبحانه الغمَّة، ويرحم الأمَّة، وهو عز من قائل يقول: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ٥ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ٦}⁣[الشرح]. عرف العسر فعلمنا أنه واحد، ونكر اليسر فعلمنا أنهما إثنان ولن يغلب عسر واحد يسرين، ومثل ذلك مروي عن النبي ÷.

[حكايته (ع) لوعد الله تعالى لنبيئه ÷ بالمهدي]

  [١٠٤]

  وَوَعْدُهُ صِدْقٌ وقدْ كانَ وَعَدْ ... أفضلَ مخلوقٍ مِنَ الناسِ سَجَدْ

  بأنَّهُ يأتيهِ مِنْهُ بولدْ ... يملاؤها عدلاً برغمِ ذي الحَسَدْ

  معنى هذا البيت: أن الله - سبحانه وتعالى - وعد نبيئه ÷، وهو أصدق واعد، والموعود أفضل ساجد، أن يجعل من ذريته رجلاً مهدياً لم يسمه


(١) روى هذين الخبرين الإمام الهادي إلى الحق # في الأحكام (٢/ ٤٦٨).

(٢) في (ن): يشاركه.