[حكايته (ع) لوعد الله تعالى لنبيئه ÷ بالمهدي]
  بعينه(١)، ولم يؤقت زمانه، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، وبين الناس في أمره اختلاف كثير لا وجه لذكره، فجملة الأمر أن لا بُدَّ من كونه من هذه العترة الطاهرة لتواتر الأخبار بذلك فيه عن النبيء ÷، فإن ذلك ممَّا نقله المخالف والمؤالف، فنسأل الله - تعالى - تعجيله وتسهيله، وأن لا يحرمنا وصوله.
  قوله: (يملأها عدلاً): لما روي أنه ÷: «يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً».
  وقوله: (برغم ذي الحسد): لأن حسدة العترة الطاهرة $ يكرهون وقوع ذلك لقلّة إنتفاعهم بالحق؛ لأنه لا ينتفع به إلاَّ المؤمنون، ولا يهتدي به إلاَّ الصالحون، فأمَّا الضالون فهم بالهداية لا يهتدون، قال الله - سبحانه -: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ١٧}[فصلت]، {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ١٠٦}[الأنبياء].
  والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم، وسبحان الله العظيم وبحمده، سبحان الله(٢).
(١) قال الإمام الحافظ الحجة مجدالدين بن محمد بن منصورالمؤيدي أيده الله تعالى: وروينا عن إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن أنه سُئل عن أخيه محمد @ أهو المهدي الذي يذكر؟ فقال: المهدي عِدَةٌ من الله لنبيئه ÷ وَعَدَه أن يجعل من أهله مهدياً لم يسمّه بعينه ولم يوقّت زمانه، وقد قام أخي بفريضته عليه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن أراد الله أن يجعله المهدي الذي يذكر ففضل الله يمنّ به على من يشاء من عباده، وإلا فلم يترك أخي فريضة الله عليه لانتظار ميعاد لم يُؤمر بانتظاره. انتهى من كتاب التحف الفاطمية شرح الزلف الإمامية، ورواه الإمام أبو طالب (ع) في الأمالي (١٠٢).
(٢) قال في نخ (ن): كان الفراغ من زبر هذا الكتاب وقت أذان العصر يوم الأربعاء شهر صفر سنة (١٣٥٥ هـ) بقلم العبد الفقير المملوك إلى سيده الغني المالك: أحمد بن حسين سهيل.