[الطرق الدالة على حدوث الأجسام]
  وكذلك الكلام في عجبنا من قول بعض شيوخ المسلمين - أنا ومن كان على مثل حالنا من المخالفين - ما كان إلا لما روينا عن آبائنا الطاهرين - سلام الله عليهم - عن جدّهم خاتم النبيين الشفيع المشفع يوم الدين، - صلى الله عليه وعلى آله الأكرمين -، أنه قال:
  «قدموهم ولا تقدموهم، وتعلموا منهم ولا تعلموهم، ولا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا(١)» فهذا تصريح منه ÷ بما قلنا، وفوق ما قلنا من وجوب اتباعهم والإقتداء بهم، وأخذ العلم عنهم، وقلة المخالفة لهم، وتحريم الطعن عليهم، فكيف يسوغ لمسلم التخلف عنهم؛ فضلاً عن نسبته نفسه إلى الصواب والوفاق، ونسبتهم بزعمه إلى الخلاف والشقاق؟!. لولا اتباع الهوى، وتغليب جنبة الضلال على جنبة الهدى.
[الدلالة على حدوث الجسم والجوهر]
  [٧]
  دلَّ على حُدُوثِ قَرْنِ الأحوالْ ... خُرُوجُهُ مِنْ حَالةٍ إلى حَالْ
  لو كُنَّ لِلذَّاتِ عَدِ مْنَ التِّرحَالْ ... ولم يُسَلِّمْنَ لِحُكْمِ الإِبْطَالْ
  فانْظُر بِعَينِ الفِكْرِ غيرَ آلِ
  (دلّ): معناه أرشد وهدى.
(١) رواه الإمام المرشد بالله (ع) في الخميسية (١/ ١٥٦) عن أبي سعيد بلفظ: «لا تعلموا أهل بيتي فهم أعلم منكم، ولا تشتموهم فتضلوا»، وروى نحوه أيضاً محمد بن سليمان الكوفي في المناقب (٢/ ١٠٨) رقم (٥٩٧) من حديث أبي بن كعب، قال: «أوصيكم بأهل بيتي خيراً فقدموهم ولا تتقدموهم وأمِّروهم ولا تأمروا عليهم»، وروى نحوه في الكامل المنير عن زيد بن أرقم بلفظ: «لا تعلموا أهل بيتي فهم أعلم منكم، ولا تسبقوهم فتمرقوا، ولا تَقْصُروا عنهم فتهلكوا، ولا تولوا غيرهم فتضلوا».