شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الكلام في] (مسألة نفي التشبيه)

صفحة 145 - الجزء 1

  ليس بِذِي نِدٍّ⁣(⁣١) ولا مِثَالِ

  هذا في أنه سبحانه لا يشبه الأشياء من الأجسام والأعراض؛ لأن الشيء لا يخلو: إما أن يكون موجوداً أو معدوماً، والموجود لا يخلو: إما أن يكون محدثاً أو قديماً، والمحدث لا يخلو: إما أن يكون متحيزاً أو غير متحيز، فالمتحيز هو الجسم، وغير المتحيز هو العرض.

  باطل أن يشبه المعدوم لما بينا من وجوب وجوده تعالى، والمشبه للشيء: هو المماثل ... (⁣٢)، من الحنبلية⁣(⁣٣) والكرامية⁣(⁣٤)؛ لأنه لو كان جسماً لكان محدثاً لما قدمنا من الدلالة على حدوث الأجسام، وقد ثبت قدمه لما تقدم في مسألة قديم، ولو كان مشبهاً لما ليس بمتحيز كان لا يخلو: إما أن يشبه البعض أو الكل، باطل أن يشبه البعض لفقد المخصص.


(١) في (ن): ولا بذي يد ولا مثال.

(٢) هنا سقط في الأصل المنقول عليه، وفي جميع النسخ، ويتم الكلام بقولنا: والله ø لا يشبه شيئاً من المخلوقات؛ لأن المشابهة تستلزم الجسمية والله تعالى ليس بجسم؛ خلافاً لما تذهب إليه بعض الفرق من أنه تعالى جسم، وهم قوم من الحنبلية ... إلخ، والله أعلم. تمت من حاشية على الأصل.

(٣) الحنبلية، هم: أتباع أحمد بن حنبل، وستأتي ترجمته إن شاء الله.

(٤) الكرامية: قال الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى في شرح الملل والنحل ص ١١٧، ١١٨: أصحاب أبي عبدالله محمد بن كرام، وهم فرق جمعوا بين الجبر والتشبيه، ومنعوا تكليف ما لايطاق، ومقارنة القدرة وكان هذا محمد بن كرام قدم نيسابور أيام الطاهرية فحبس بإشارة من العلماء وبقي في السجن بضع عشرة سنة، انتهى.

والكرامية من أشد الناس بغضاً لأمير المؤمنين علي #، ولا شك أن بغضه نفاق.