شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[باب القول في التوحيد]

صفحة 146 - الجزء 1

  وباطل أن يشبه الجميع من الأعراض؛ لأنه واحد غير متضاد ولا مختلف، وهي متضادة مختلفة، ولأنَّا لانعقل وجودها إلا حالَّةً، والحلول عليه سبحانه يستحيل⁣(⁣١)، ولو أشبهها جاز عليه ما جاز عليها من الإنتفاء بالأضداد، وقد ثبت بما تقدم وجوب إستمرار وجوده في جميع الأوقات لثبوته للذات وما به عرض منها إلا ولنا ما ينافيه، فسبحان من لا ضد له ينافيه، ولا مثل يكافيه.

  قوله: (قدِّس): يريد؛ تنزه، والتقديس: هو الطهارة والتنزيه.

  و (ابن حنبل)⁣(⁣٢) يقول إنه جسم.

  و (الأشعري)⁣(⁣٣) يقول إنه يرى يوم القيامة رؤية غير معقولة.


(١) في (ن): مستحيل.

(٢) هو أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الذهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي أبو عبدالله، ولد سنة أربع وستين ومائة وروي عنه التشيع كما ذكر ذلك في الطبقات، قال: وعده ابن حميد من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ¥، وقال إنه ممن والاه وشايعه، وقال ابن حابس: كان أحمد ينوه برواية فضائل أهل البيت، وهجم بيته مرتين لطلب بعض الطالبيين ... إلى قوله: قال الإمام شرف الدين: وقد روي أنه كان يُنَوِّه بفضائل أهل البيت $، ونطق بأن أسانيدهم بأنها الشفاء.

توفي في ربيع سنة إحدى وأربعين ومائتين، وله سبع وسبعون سنة، وكان موته ببغداد ودفن بمقبرة باب حرب، إنتهى ما ذكره في الطبقات.

وقد روى عنه التجسيم أيضاً: الحاكم الجشمي ¦، وعده الإمام المنصور بالله # في الشافي من المجسمة، ومنهم من نفى عنه التجسيم، والله أعلم.

(٣) قال الشرفي في شرح الأساس الصغير: الأشعرية منسوبون إلى مذهب أبي الحسن الأشعري وهو علي بن أبي بشر بن إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبدالله بن موسى بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، كذا ذكره ابن خلكان.

قال الإمام المنصور بالله في الشافي: والأشعري بصري وليس له سلف يرجع إليهم لامن أهل العدل، ولا من أهل الجبر؛ لأنه درس على أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة وخالفه إلى مقالة المجبرة، ولم يرجع إلى أحد من شيوخ المجبرة بل أحيا مذاهب لجهم بن صفوان كانت داثرة فحرفها وصحفها ليبقى له أدنى =