[الكلام في] (مسألة غني)
  وكذلك (ضرار) بن عمرو(١) يقول بالإدراك؛ إلا أنه يقول: إنها تقع بحاسّة سادسة، وسيأتي ذكر خلافهم في باب الرؤية.
  ولا شك أنه يلزم من أثبت رؤيته سبحانه وإن كره ذلك أنه تعالى يشبه المحدثات(٢).
  وقوله: (ضرار الأحول): يريد به المايل عن الحق؛ لأن الحول في أصل اللغة: هو الميل، ومن ذلك سميت العين المائلة حولاء، فأما عينه فلم يُعلم أي حالة كانت.
[الكلام في] (مسألة غني)
  [١٧]
  وهو غَنِيٌّ ليس بِالمُحْتَاجِ ... إلى سَدَادِ البَطَن والأزواجِ
  إذْ هوَ عَنْ نَيْلِ المَلاذِّ نَاجِي ... ومُقْتَضَى المِحْنَةِ والإحْرَاجِ
  قَدْ عَمَّ كُلَّ الخَلقِ بالإفضَالِ
  قوله: (وهو غني): يريد بذلك الله سبحانه.
  وقوله: (ليس بالمحتاج): كشف لمعنى قوله فيه سبحانه إنه غني؛ لأن (الغني): هو الحي الذي ليس بمحتاج.
= مسكة من الإسلام، وقد حيل بينه وبين ذلك بالدليل ... إلخ.
(١) ضرار بن عمرو الغطفاني رئيس الفرقة الضرارية من فرق المجبرة، وليس هذا معدوداً من المعتزلة؛ لأنها لم تورده في طبقاتها، وله أقوال بعضها يوافق المعتزلة، وبعضها توافق المجبرة.
(٢) لأن الرؤية لا تقع إلا على الجسم أو العرض، باطل ومحال أن تقع على غير جسم أو عرض، فمن أثبت الرؤية فقد أثبت الجسمية أو العرضية، ومن أثبت الجسمية أو العرضية فقد أثبت المشابهة، ومن أثبت أن الله يشبه الأشياء فقد رد قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١].
وأيضاً من أثبت أن الله جسماً أثبت احتياجه إلى محدث، وقد تقدم أنه تعالى قديم.