شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الكلام في أن الله - تعالى - عدل حكيم ليس في أفعاله ظلم ولا عبث ولا سفه ولا شيء من القبيح]

صفحة 173 - الجزء 1

  والمال والولد قال ~(⁣١): «اللَّهُمَّ الآن مَا⁣(⁣٢) أنعمت عليَّ الإنعام كله، كنت بالنهار يشغلني حبّ الدنيا، وبالليل يشغلني حبّ العيال، والآن أفرغ لك بسمعي وبصري»، فوفى ~ لربِّه من إفراغ السمع والبصر بما قال، ولو انتهينا إلى غاية معنى هذه الآية لخرجنا إلى الإسهاب.


= قال الإمام المنصور بالله في الشافي: وكان له من الفضل والمعرفة ما لم يكن لأحد من أهل عصره، ولم يزل قائماً بأمر سبحانه وتعالى حتى أتاه اليقين، وقد فاز بفضل الأئمة السابقين. انتهى. استشهد # في الوقعة المشهورة التي بينه وبين علي بن محمد الصليحي قائد الباطنية وداعيتهم، بموضع يقال له (نجد الجاح) من بلد رداع بعنس، وقتل معه نيف وسبعون سلام الله ورضوانه عليه وعليهم أجمعين، سنة (نيف وأربعين أو خمسين وأربعمائة)، وقبر بمنطقة يقال لها (الميفعة) على خط رداع تبعد عن ذمار بحوالي (١٧ كم)، أنظر سيرته في التحف شرح الزلف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى.

(١) قال الإمام الناصر أبو الفتح الديلمي # في (البرهان في تفسير القرآن) في تفسير سورة الأنبياء في الجزء الأول، في تفسير قوله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ٨٣} قال #:

(روينا أن أيوب آتاه المال والولد، فتلف ماله وهلك ولده، فقال: «يا رب قد أحسنت إليَّ الإحسان كله، كنت قبل اليوم يشغلني حب المال بالنهار، وحب الولد بالليل، والآن فرغ لك سمعي وبصري، وليلي ونهاري» ثم ابتلاه الله بما ابتلاه من الدود واشتدت به الحال، وكان له أخوان فأتياه يوماً ووجدا ريحه، فلم يستطيعا أن يدنوا منه؛ فقالا: (لو كان لأيوب عند الله خير ما بلغ به هذا البلاء) فجزع من قولهما جزعاً لم يجزع من شيء؛ فقال: «اللهم إن كنت تعلم أني لم أبت شبعان وأنا أعلم مكان جائع فصدِّقني، قال: فصُدِّق وهما يسمعان، ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني لم ألبس قميصين وأنا أعلم مكان عارٍ فصدقني، قال: فصدق وهما يسمعان، ثم قال: اللهم لا أرفع رأسي حتى تكشف ما بي»، قيل: فما رفع رأسه حتى كشف الله ø ما به). انتهى من البرهان ج ١/ ص ٢٤٦ مخطوط، وروى نحو هذا الإمام الهادي إلى الحق # في مجموع رسائل الإمام الهادي (ع) في كتاب خطايا الأنبياء (ع) (٤٤٧).

(٢) زائدة أو مدية، تمت من هامش (نخ).