(الكلام في إمامة أمير المؤمنين #)
  ومنكم أمير)، وطمع في إستقامة الأمر بالإمارة من دون الإمامة، إذ غلبهم المهاجرون بقول النبيء ÷: «الأئمة من قريش»، وبأن رسول الله ÷ يوصي فيهم المهاجرين، فلو كان للأنصار في الأمر شركة لما توصَّاهم(١) فيهم.
  حتى رُوي عن أبي بكر أنه قال: (جزاكم الله يا معشر الأنصار عن نبيكم خيراً، فأنتم أهل الدار والهجرة، والإيواء والنصرة، ولكم السوابق والفضائل، إلا أنكم تعلمون أنّا شجرة رسول الله ÷، ومنهم من قال إنه قال عترته، والعرب لا تجتمع إلا على هذا الحي من قريش، وقد قال النبيء ÷: «الأئمة من قريش».
  ووقع بينهم أمر ليس بالهزل حتى خرج سعد بن عبادة(٢) وهو سيد الخزرج، بل جمع بعد موت سعد بن معاذ(٣) | سيادة الحيين الأوس والخزرج مغاضباً لهم، زارياً
(١) هذا مقتبس من كلام أمير المؤمنين # المروي في نهج البلاغة رقم (٦٦) ص (١٤١) في الاحتجاج على الأنصار فإنه لما بلغه أنباء السقيفة قال #: ما قالت الأنصار؟ قالوا: قالت (منّا أمير ومنكم أمير) قال #: فهلاّ احتججتم عليهم بأن رسول الله ÷ وصَّى بأن يُحسَن إلى محسنهم ويُتجَاوز عن مسيئهم، قالوا: وما في هذا من الحجة عليهم؟ فقال #: (لو كانت الإمامة فيهم لم تكن الوصية بهم).
(٢) سعد بن عبادة بن دُليم الخزرجي سيد الخزرج صاحب راية الأنصار في المشاهد كلها، وشهد بدراً، وقيل لم يشهدها بل تهيأ للخروج فنهش فأقام، وهو من نقباء الأنصار ليلة العقبة، وكان يسمى الكامل لكماله في أشياء كثيرة كالرمي وغيره، وكان كثير الصدقات والجود، وتخلف عن بيعة أبي بكر، وخرج من المدينة، ولم يرجع إليها حتى قتل سنة إحدى عشرة في خلافة أبي بكر، وفي قتله ما يقول حسان بن ثابت: =