شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

(الكلام في إمامة أمير المؤمنين #)

صفحة 231 - الجزء 1

  الصلاة؛ لأن المأموم يجوز أن يصلي بالإمام بلا خلاف بين الأئمة والعلماء في ذلك، وعند أكثر المخالفين تجوز صلاة البر خلف الفاجر، فأي دلالة في الصلاة تفيد ما ذكروه!؟

[بيان بطلان السبب الذي يدعيه المخالفون في حديث الغدير]

  فإن قيل: فقد رُوي في سبب الحديث الذي استدللتم به على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # تنازع بينه وبين زيد بن حارثة⁣(⁣١) ¥ قال له زيد: (لست مولاي)، فقال الخبر الذي ذكرتم.

  قلنا: هذا باطل بوجوه:

  منها: ما ذكره آباؤنا $ وعلماء شيعتنا ¤.

  ومنها: ما نذكره الآن؛ أولها: أن الرواية في تاريخ الخبر متأخرة عن شهادة زيد ¥ وذلك أن الخبر في منصرف النبي ÷ من حجة الوداع وزيد ¥ قتل شهيداً يوم موته وبينهما زمان⁣(⁣٢).

  ومنها: أن أمير المؤمنين # أورده يوم الشورى⁣(⁣٣) مورد الإحتجاج ولم ينكره أحد منهم، ولا قيل له في شأن زيد؛ لأنهم كانوا أعلم بذلك ممن رواه عنهم لو كان له صحة.


(١) زيد بن حارثة بن شرحبيل الكلبي اليماني أبو أسامة بن زيد، وكان زيد حِب رسول الله ÷ منَّ عليه فأعتقه وامرأته أم أيمن مولاة النبي ÷ وصلى بعد علي # وشهد بدراً وقتل شهيداً بمؤتة سنة ثمان وهو ابن خمس وخسمين.

(٢) استشهد زيد بن حارثة يوم مؤتة سنة ثمان هجرية، والخبر كان في الثامن عشر من ذي الحجة سنة عشر للهجرة، تمت.

(٣) خبر الشورى هو: أن عمر لما حضرته الوفاة جعل الأمر شورى بين ستة من الصحابة؛ فلما اجتمع الصحابة ناشدهم أمير المؤمنين # بالله، وذكر في مناشدته لهم كثيراً من الأخبار النبوية، وكثيراً من فضائله التي أقرها ولم ينكرها أحد من الصحابة في ذلك الوقت، وقد اشتمل على نحو سبعين منقبة لأمير المؤمنين علي #.=