شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

(باب القول في الوعد والوعيد)

صفحة 257 - الجزء 1

  تقدمهما عليه بالسبق في القبول والإنقياد، وأكثر ما قالوا إنه # كان صغيراً، أو كان إسلامه إسلام إلف ومحبَّة، ولم يكن إسلام إنقياد لأمر الله عن نظر واستدلال، وقولهم هذا عندنا باطل لوجهين:

  أحدهما: قول النبي ÷ لفاطمة &: «زوجتك أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً⁣(⁣١)»، والضمير في هم عائد إلى رجال أصحابه


= الإصابة (٣/ ٣٢)، ورواه الطبري في تاريخه من طريقين عن زيد بن أرقم (٢/ ٢٢٧) منشورات مؤسسة الأعلمي أحدهما بلفظ: أسلم، والأخرى بلفظ: صلى.

ورواه أيضاً النسائي في خصائص أمير المؤمنين علي # من ثلاث طرق عن زيد بن أرقم (ص ٦٠٥)، والأحاديث والأخبار الواردة في أن علياً # أول من أسلم وآمن وصلى مع رسول الله ÷ كثيرة لا يسع المقام حصرها وإيرادها، وقد رواها جمع غفير من الصحابة والتابعين، وقد تقدّم بعض من روايات الصحابة، ومنهم أيضاً: أبو أيوب الأنصاري، وعفيف بن عبدالله الكندي، وداود بن بلال أبو ليلى، وعبد الرحمن بن عوف، ويعلى بن مرة، وأبي بكر بن أبي قحافة، وعمر بن الخطاب، وبريدة الأسلمي، ونعمان بن جبلة التنوخي، وسلمة بن الأكوع، وجابر بن عبدالله الأنصاري، وخباب بن الأرت، وسعد بن أبي وقاص، والبراء بن عازب، وعبدالله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وطارق بن شهاب، وأسماء بنت عميس، وليلى الغفارية، ومعاذة العدوية، وأبو رجاء العطاردي عمران بن ملحان، وأبي مجلز، وغيرهم.

وقد روى ابن عساكر أحاديث إيمان علي # من سبعين طريقاً من رقم (٧٠ إلى ١٤٠) (ج ١/ ٤٨ - ١٠٥) بعضها موقوفة وبعضها مرفوعة؛ فالأحاديث قد زادت على حد التواتر.

ومن غير الصحابة: الحسن بن أبي الحسن البصري، وعامر الشعبي، وجابر بن زيد أبو الشعثاء، ومحمد بن المنكدر، ومحمد بن كعب القرظي، وربيعة الرأي، ومجاهد بن جبر المكي، وابن إسحاق وغيرهم، وقد نظمت فيه الأشعار، من كثير من الشعار، من المهاجرين والأنصار، والتابعين وتابعيهم من الأخيار، لا يسع المقام ولا يسمح بإيرادها.

وقد أورد أكثرها الأميني في كتاب الغدير في الجزء الثالث.

(١) خبر قول النبي ÷ لفاطمة &: «زوجتك أقدمهم سلماً، =