شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

(باب القول في الوعد والوعيد)

صفحة 258 - الجزء 1

  بالإتفاق، وقد صرح بذكر زوجها، فلو كان غير بالغ لما مدحه بذلك؛ لأن الناس عنده ÷ في الحق سواء، ولم يكن ينطق عن الهوى.

  والوجه الثاني: أنه دعاه إلى الإسلام أولاً، ونحن نعلم من حالنا أنه يقبح من أحدنا أن يبتديء في الدعاء إلى الدين بالأطفال؛ قبل دعاء ذوي الألباب من الرجال؛ لأن ذلك يكون عدولاً عن الواجب إلى المندوب ومثل ذلك لا يجوز منا فكيف يجوز من النبيء ÷!؟.

  فإن قيل: فأبو بكرأكبر منه سِّناً.

  قلنا: ذلك مُسَلم ولكن لا حجَّة لكم فيه؛ لأن الكل إذا كان بالغاً عاقلاً كانت فضيلة السبق لعلي، و قد وقع الإتفاق على إيمانه ثاني البعثة يوم الثلاثاء وكانت البعثة بالإثنين، وقد أَذْكَرنا إعتلالُكم بكبر السِّن بكثير من أهل عصرنا هذا إذا دعوا إلى أهل العلم وورثة الكتاب من عترة نبيهم ÷ قالوا: وكيف نصنع بمشائخ لنا قد نفذت أعمارهم على هذا الشأن، ومن تدعوننا إليه من أهل البيت $ لم يقاربوهم في السِّن؛ فلذلك يقطع على أن أحداً من أهل البيت لا يساويهم في فضيلة العلم وحسن التأدية، وظهور فساد هذا القول يغني عن إقامة الدليل عليه.


= وأكثرهم علماً»: رواه الإمام أبو طالب في الأمالي ص (٨٨) بلفظ: «أقدمهم إسلاماً، وأحسنهم خلقاً، وأعلمهم بالله علماً»، وابن أبي الحديد في شرح النهج (٧/ ١٥٠) و (٩/ ١٨)، ومحمد بن سليمان الكوفي في المناقب من عدة طرق عن أنس رقم (١٧٠)، وعن أبي أيوب الأنصاري رقم (١٧٧)، وعن بكر بن عبدالله رقم (٦٩٣) ورقم (١٨٩)، وابن المغازلي الشافعي من حديث طويل ص (٨٤) رقم (١٤٧)، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين (١٥٠) بلفظ: «زوجتك أقدم الناس سلماً وأفضلهم حلماً وأكثرهم علماً»، وفي ص (٣٣) بلفظ: «زوجتك أعلمهم علماً وأقدمهم سلماً».

رواه أحمد بن حنبل في مسنده (٥/ ٢٧) بسنده عن معقل بن يسار، والمتقي في كنز العمال (٦/ ١٥٣)، والهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ١٠١ - ١١٤)، وقال: أخرجه الطبراني برجال وثقوا.

ورواه ابن الأثير في أسد الغابة (٥/ ٥٢٠) بسنده عن علي #، والمحب الطبري في الرياض النضرة (٢/ ١٨٢). انظر فضائل الخمسة (٢/ ٢١٩).