(يتلوه الكلام في أن الإمامة في أولادهما وأنها مقصورة عليهم)
  والآخرة شديدة بحيث لايسد غيره مسده، وأن الدين لا يستقيم إلا به، ويجوزوا مرور الأعصار المتوالية، وانقطاع تكليف كثير من الناس ولا يرونه #، وهذه مناقضة ظاهرة كما ترى؛ لأن الله - تعالى - من عدله لا يعلق مصلحتنا في الدين بأمر لا نجد إليه سبيلاً.
  وقد أغفلنا ذكر خلاف الباطنية؛ لأنهم يظهرون أنهم يعتقدون قصر الإمامة على قوم ينسبون إلى الحسين # ولم يثبت إليه نسبهم؛ لأنهم لو كانوا من ذريته #، كما ادعي لهم، لما كانت هجرتهم دار الفساد، وأشياعهم وأتباعهم على الصفة التي علمها جميع العباد؛ لأن النبيء ÷ يقول في أهل بيته حاكياً عن ربِّه: «وخلقت شيعتكم منكم»، فالشيعي، كما ترى، من إمامه بنصّ الصادق المصدوق.
  ومما نقول لهم على وجه الجدل: أخبرونا؛ هل أنتم أولياء لأئمتكم أم أعداء؟
  فإن قالوا: أولياء؛ ظهرت الردة وانكشف الغطاء.
  وإن كانوا أعداء؛ فكيف يصح إنتسابهم إليهم وإختصاصهم بهم دون سائر الملأ؟
  وإنما أغفلنا ذكرهم وذكر ما يزعمون أنه شبهة لهم؛ لأن خلافهم لا يعد في خلاف فرق الإسلام لانسلاخهم عن الدين، واتخاذهم آيات الله هزواً، وإجماعهم قولاً واحداً على تسمية الشرائع الشريفة نواميس، وطعنهم على الأنبياء $ بالنسيان.
  قالوا: والمناقضة عموماً، وعلى نبينا - عليه وآله السلام - خصوصاً، وكل عاقل متأمل لأحوالهم وأقوالهم يعلم ذلك منهم، لأنه لولا طعنهم عليه لما استخفوا بشريعته - عليه وآله السَّلام -، ولقاموا بلوازمها من الصلاة، والصوم، والحَّج، والزكاة، إلى غير ذلك من شرائع الإسلام، ووقفوا عن مناهيها التي علم نهيه - عليه وآله السلام - عن فعلها ضرورة كشرب الخمر، وإتيان الفاحشة، والنظر إلى غير المحرم، أو الزوجات من النساء، إلى غير ذلك، وربما ينكرون إرتكاب ذلك بألسنتهم وهو يعلم وقوعه منهم ضرورة.