(يتلوه الكلام في أن الإمامة في أولادهما وأنها مقصورة عليهم)
  فهذا هو الكلام المتعلق، بما تقدم، من وجوب قصر الإمامة في ولد الحسن والحسين @ دون غيرهم.
[تأكيد لما تقدم من أمر الإمامة]
  [٣٨]
  فيهمْ(١) نِصَابُ الأمرِ والإمامهْ ... ليس إلى غيرِهِمُ الزَّعَامهْ
  فلا تَخَطَّوا طُرَقَ السلامَهْ ... واستَمِعُوْا مِنْ ربِّكم أَحْكَامَهْ
  لا تُخْطِروا الحِسْدَ لكمْ ببَالِ
  هذا البيت تأكيد لما تقدم.
  و (نصاب الأمر) أصله لأن النصاب في صريح اللغة أصل الشيء، والأمر ها هنا أمر الله، وقد قدمنا الكلام في معنى الإمامة وأنها التصرف العام في الكافة في أمور قد تقدم ذكرها.
  قوله: (ليس إلى غيرهم الزعامه): كشف وتوكيد.
  قوله: (فلا تخطوا طرق السلامة): يقول: لا تنكبوا طرق الحق إلى غيرها من الطرق التي هي طرق الضلال بالإضطرار؛ لأن الله - تعالى - يقول: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ}[يونس: ٣٢].
  قوله: (واستمعوا من ربِّكم أحكامه): يقول: إن الله - تعالى - حكم لهم بذلك دون غيرهم من الناس، وظاهر البراهين على أن الإمامة مقصورة عليهم $، وقد قدمنا ذكرها.
  قوله: (لا تخطروا الحِسْد لكم ببالِ): يريد بالحِسْد الحَسَد، فأسكن، ومثل ذلك في أشعارهم كثير، قال الطرماح:
(١) نخ (ن): فهم.