[يبان مصير منكر فضل أهل البيت (ع)]
  وَمَا الذي يُدْرِيْ الجَهُولُ مَا هِيَهْ ... نَارٌ تُصَلِّيهِ بِهَا الزَّبَانِيَهْ
  (الجحيم): هي النار العظيمة، وكذلك الجحام، والجحمة، وشواهدها في اللغة ظاهرة من النظم والنثر، ولا معنى لذكرها، ولا أعظم من نار الله - تعالى - التي خلقها من غضبه، نعوذ بالله منها ومن قول يؤدي إليها.
  و (الحامية): صفة النار، و (أمُّه) ها هنا: رأسه، وهذه صفة منكر فضل آل محمد - عليه وآله السلام -، العادل عن منهاجهم، الراجع في طلب الرشاد إلى سواهم، لفتنة عبادة أو محبة أو تعمد معصيته لغرض من الأغراض، ولكن أعداء الله في النار، قد صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ٩٤}[الشعراء]، والكبكبة مضاعفة الكب، والكب في أصل اللغة: إلقاء الشيء على رأسه.
  قوله: (وما الذي يدري الجهول ما هيه): لتعظيم الخطب كما جرت بذلك عادة العرب في خطابهم، ولا شك في عظم ما هنالك، نعوذ بالله من شره، ونسأله المصير إلى خيره.
  ثم جلي ذلك بقولنا: (نارٌ تصليه بها الزبانية): معنى تصليه: تقلبه، مأخوذة من تصلية الشواء بالسَّفُّود وما شاكله، فمرة على وجهه، ومرة على ظهره، وذلك بما قدمت يداه، وما ربُّك بظلام للعبيد.
  و (الزبانية): هم الملائكة $ الموكلون بعذاب أهل النار، وسموا زبانية لزبيهم أهل النار في النار، والزبي: هو الدفع الشديد، وأصله في الناقة: تزبي ولدها وحالبها؛ أي تدفعهما، وقد نقل إلى الحرب والأصل في ذلك ما ذكرنا.
  ومما يدل على ما قلنا من مصير المتخلف على أهل البيت $ إلى النار لإنكار فضلهم قول النبيء ÷: «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم»، فقد ظهر لك أنَّا لم نقطع على منكر فضلهم إلا بدليل واضح، وبرهان لائح.