[بيان فضل أولاد النبي ÷ على سائر العرب والعجم]
[بيان فضل أولاد النبي ÷ على سائر العرب والعجم]
  [٦]
  إنَّ بَنِيْ أَحْمَدَ سَادَاتُ الأُمَمْ ... بِذَا لَهُمْ رَبُّ السَّمَوَاتِ حَكَمْ
  مَنْ أَنْكَرَ الفَضْلَ لِأُذْنَيْهِ الصَمَمْ ... مَنْ عِنْدَهُ الدُّرُ سَواءٌ والحِمَمْ
  قوله: (بني أحمد): يريد؛ أولاد النبي ÷، وأحمد من أسماء النبي ÷، وبذلك سمي(١) في بشارة عيسى بقيامه وظهوره.
  وقوله: (سادات الأُمم): يريد؛ مقدمات الخلق وأولي الأمر في العر ب والعجم وذلك الفضل المبين، وقد دللنا على ذلك في إثبات الإمامة لهم $ دون غيرهم.
  ومما يؤيد ذلك ما روينا بالإسناد الموثوق به إلى النبي ÷ أنه قال: «قال لي جبريل: يا محمد طُفت مشارق الأرض ومغاربها فلم أر أهل بيت أفضل من بني هاشم(٢)» ولا شك أن آل النبي ÷ أفضل بني هاشم، فما ظنك بمذهب أدى إلى رد شهادة جبريل، ثقة الملك الجليل، سبحانه وتعالى، وأنكر به فضل أفضل الخلق!؟، فنعوذ بالله من الزيغ بعد الهداية ومواقعة أسباب الردى.
  ولأن أهل البيت مجمعون بحيث لا يعلم خلافه أنهم أفضل الناس، لولا ذلك لما أوجبوا على الأمة الرجوع إلى أقوالهم، والإقتداء بأفعالهم.
(١) وذلك في قوله تعالى حاكياً عن عيسى #: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ٦}[الصف].
(٢) أخرجه أحمد بن حنبل في المناقب، والمحاملي، والذهبي عن عائشة، وابن عساكر، وأخرجه أبو العباس الحسني في المصابيح - خ -، وأخرج نحوه أيضاً باختلاف يسير، والمرشد بالله في الأمالي (١/ ١٥٦)، والبيهقي في الدلائل، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ٢٢٠)، وعزاه إلى الطبراني في الأوسط (٤/ ٣٧٣) رقم (٦٢٨٥).