شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الكلام في فضل أهل البيت (ع) وذكر المخالف في ذلك]

صفحة 372 - الجزء 1


= نبيه الذكر يُقْصَد بالمديح ويثيب عليه بالجوائز السنية فمما روي فيه قول شاعر وفد إليه من صنعاء يقال له علي بن زكري:

دع الشعر وامدح خير هاشم عنصراً ... علياً حمام الضد عند التكافح

فتى فاضل يسمو على الناس كلهم ... بعلم وعقل في البرية راجح

غياث اليتامى مشبع الضيف باذل الـ ... عطايا لغاد في الأنام ورائح

نرى الناس أفواجاً لدى سوح داره ... كحجاج بيت الله حول الأباطح

انتهى.

وأمه أم ولد من مولدات المغرب كانت تعد من الفاضلات وجاءت بالطاهرين والطاهرات، فهذا علي وحاله ما ذكرنا.

قلت: وتوفي علي بن حمزة في شوال سنة سبع وسبعين وأربعمائة وقبره بذيبين مشهور مزور، وهو في الجهة الغربية من جامع الإمام المهدي أحمد بن الحسين الشهيد.

قال الإمام #: وأخوه يحيى وكان من أهل الكمال والشرف، وأختهما زينة الشريفة الفاضلة التي انتشر فضلها في مخاليف اليمن، وضربت بها الأمثال وظهرت آثار بركتها في الآفاق ورأيت كتاب وصيتها فعددت ولاتها من خدامها والمتخدمين لله ø لها من فضلاء المسلمين فعددت أربعين والياً على أربعين مخلافاً، ومخاليف اليمن ثمانون مخلافاً كما تعلم إن كنت تعلم، وقامت في أمور الدين بكثير من مدارس ومصالح وجبر عائل وبسط نائل، وكانت من أهل العلم والمعرفة رضوان الله عليها.

وأبوه حمزة بن أبي هاشم النفس الزكية والسلالة المرضية الذي أقر بفضله الموالف اختياراً، والمخالف اضطراراً، وعندنا علومه وتصانيفه #، وعلى مقاله في أصول الدين حذونا، وبهديه اقتدينا ورده على الفرقة الضالة من المجبرة القدرية والمبتدعة الطبيعية.

قلت: هي المطرفية الغوية.

قال #: وغيرهم من ضلال البرية، وكان في أيام الصليحي وجرت بينهما مكاتبات ومراسلات ومحاربات إلى قوله #: فدافع عن الإسلام بيده ولسانه وسيفه وسنانه إلى أن ذاق الحمام في رهج القتام صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر.

قال في الحدائق الوردية: وقتل في المعركة # في المنوى آخر سنة تسع وخمسين وأربعمائة في أيام علي بن محمد الصليحي وكان # يقاتل يوم قتله وهو يقول: =