شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أقوال الأئمة (ع) في التفضيل]

صفحة 411 - الجزء 1

  فلقيه # وعلى ميمنته عيسى⁣(⁣١) بن زيد بن علي # وعلى ميسرته برد بن لبيد اليشكري، وأنفد أبو جعفر على مقدمته عيسى بن موسى⁣(⁣٢)، وعسكر عظيم، فالتقوا ببا خمرا بين البصرة والكوفة فوقع بينهم قتال، شرحه يطول، إنتهى الأمر فيه إلى هزيمة الميمنة من أصحاب عيسى بن زيد #، و ثبت إبراهيم # في القلب والميسرة، فبينا هم في القتل جاءه سهم فأصاب جبينه فاعتنق # فرسه واحتوشته الزيدية وأنزلوه عن فرسه وأخذه بشير الرحال⁣(⁣٣) فأسنده إلى صدره حتى قضي # وبشير يردد: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ


(١) عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، كان مولده سنة تسع ومائة، وأمه أم ولد كان يلقب بمؤتم الأشبال لأنه لما انصرف من وقعة باخمرى عرضت للناس لبوة معها أشبالها فمنعت الناس الطريق فأخذ سيفه ودرقته وبرز لها وقتلها فقال بعض خدمه: يا سيدي أيتمت أشبالها، فقال: نعم؛ أنا مؤتم الأشبال، كان من عيون العترة وفضلائها في عصره، ومن المشار إليهم في وقته، وكان صاحب علم كثير وورع ودين ويقين وبصيرة، شهد معركة باخمرى مع إبراهيم بن عبدالله وكان صاحب رايته، ولما قتل إبراهيم بن عبدالله توارى في أيام أبي جعفر المنصور، وتوفي أيام المهدي متوارياً وكانوا يخافون منه الخوف الشديد، وكان عيسى # يقول: والله لأن يبيتن ليلة واحدة خائفاً مني أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس، وبذل له أبو جعفر الأمان فأبى ولم يقبل وتوفي بالكوفة وله ستون سنة عام تسع وستين ومائة.

(٢) عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس الهاشمي أبو موسى، ابن أخي السفاح ولد في الحميمة سنة (١٠٢ هـ) ونشأ بها، كان من القواد العباسيين السافكين لدماء عترة رسول الله ÷، كم جيش من جيوش الضلالة قد قادها إلى محاربة أهل البيت $، ولاه السفاح الكوفة سنة (١٣٢ هـ)، وجعله ولي عهد المنصور أبي جعفر، ثم استنزله أبو جعفر سنة (١٤٧ هـ) وجعله ولي عهد ابنه المهدي، ثم خلعه المهدي سنة (١٦٠ هـ) بعد تهديد ووعيد {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا}⁣[الأنعام: ١٢٩]، توفي بالكوفة سنة (١٦٧ هـ). [الأعلام للزركلي (٥/ ١٠٩)].

(٣) بشير الرحال: كان من أتباع الأئمة الأعلام، ومن خلصان الشيعة الكرام، كان أحد علماء وفقهاء المعتزلة عالماً زاهداً يضرب به المثل، وسمي رحالاً لكثرة ترحاله إلى الحج، استشهد مع الإمام إبراهيم بن =