[ذكر أقوال الأئمة (ع) في التفضيل]
= وأقبل عليه هارون، فقال: ما يقول هذا يا بكار؟ قال: كاذب يا أمير المؤمنين، ما كان مما قاله حرف واحد، فأقبل الرشيد على يحيى، فقال: تحفظ من أبيات القصيدة، قال: نعم، وأحفظ القصيدة التي حث فيها أخي على القيام، فأنشده يحيى #:
إن الحمامة يوم الشعب من دثن ... هاجت فؤاد محب دائم الحزن
إني لآمل أن ترتد إلفتنا ... بعد التدابر والشحناء والإحن
وتنقضي دولة أحكام قادتها ... فينا كأحكام قوم عابدي وثن
قد طال ما قد بروا بالجور أعظمنا ... بري الصناع قداح النبل بالسفن
قوموا ببيعتكم ننهض بطاعتكم ... إن الإمامة فيكم يابني حسن
إلى آخر القصيدة.
وأنشده قوله:
قل للمشنئ والمقصي داره ... تربت يداك أطلها مهديها
فلتدهمنك غارة جرارة ... شعواء يحفز أمرها علويها
بكتيبة وكتيبة وكتائب ... حسنية يحتثها حسنيها
وأنشده:
يا صاحبي دعا الملامة واعلما ... أن لست في هذا بألوم منكما
وقفا بقبر ابن النبي وسلما ... لابأس أن تقفا به وتسلما
قبر تضمن خير أهل زمانه ... حسباً وطيب سجية وتكرما
رجل نفى بالعدل جور بلادنا ... وعفا عظيمات الأمور وأنعما
ضحوا بإبراهيم خير ضحية ... فتصرمت أيامه وتصرما
وهي قصيدة طويلة، وأنشده أيضاً قصيدة أخرى.
فقال الزبيري: والله الذي لا إله إلا هو - وأمَرَّها غموساً - ما قلت من هذا شيئاً، فقال يحيى: أتأذن لي استحلفه، قال الرشيد: شأنك فاستحلفه على ما تريد، فأقبل يحيى على الزبيري، فقال:
قل: برأك الله من حوله وقوته، ووكلك إلى حولك وقوتك إن كنت قلت هاتين المرثيتين والمديح الأول، =