[ذكر أقوال الأئمة (ع) في التفضيل]
  فمن أنكر فضل أهل البيت $ كان شريكاً للديلم في الخذلان، ولهارون - لعنه الله - في الطغيان والعدوان، وإنما ينجو بالتحذير من حذِر، وينتفع بالترغيب من رغب.
  (وبلاد البهلوان) هي بلاد الديلم.
  قوله: (وفعل نصرٍ): يريد بذلك نصر بن سيار(١)، وهو العامل على خراسان من قبل مروان الأخير، الملقب بالحمار(٢).
= وفي رواية أبو الفرج الأصفهاني، فقال: قل: برئت من حول الله وقوته، واعتصمتُ بحولي وقوتي وتقلّدت الحول والقوة من دون الله استكباراً على الله واستغناء عنه واستعلاء عليه إن كنتُ قلت هذا الشعر، فامتنع عبدالله من الحلف بذلك، فغضب الرشيد وقال للفضل بن الربيع: يا عباسي ماله لايحلف إن كان صادقاً هذا طيلساني علي وهذه ثيابي لو حلفني أنها لي لحلفت، فرفس الفضل بن الربيع بكار بن مصعب برجله وصاح به: احلف ويحك - وكان له فيه هوى - فحلف باليمين ووجهه متغير وهو يرتعد، فضرب يحيى بين كتفيه، ثم قال: يا مصعب قطعت والله عمرك والله لاتفلح بعدها أبداً، فما برح من موضعه حتى أصابه الجذام فتقطع ومات في اليوم الثالث، فحضر الفضل بن الربيع جنازته ومشى معها، ومشى الناس معه، فلما جاءوا به إلى القبر ووضعوه في لحده وجعل اللِّبن فوقه انخسف القبر فهوى به حتى غاب عن أعين الناس، فلم يروا قرار القبر، وخرجت منه غبرة عظيمة، فصاح الفضل التراب التراب، فجعل يطرح التراب وهو يهوي، ودعا بأحمال الشوك وطرحها فهوت، فأمر حينئذ بالقبر فسقف بخشب وأصلحه وانصرف منكسراً، فكان الرشيد يقول للفضل بعد ذلك: رأيت يا عباسي ما أسرع ما أديل ليحيى بن عبدالله من ابن مصعب، انظر مقاتل الطالبيين ص ٣٩٨، وأخبار فخ ص ٢٣٨، والشافي ص ٢٣٥، وغيرها.
(١) نصر بن سيار بن رافع بن ربيعة الكناني، كان شيخ مضر بخراسان، وأحد ولاة الأمويين على تلك النواحي، ولي إمارة خراسان سنة (١٢٠ هـ) وولي بلخ، وما وراء النهر، وكان متجبراً سفاكاً للدماء توفي سنة (١٣١ هـ).
(٢) مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الأموي، أبو عبدالملك، يعرف بالجعدي وبالحمال، آخر ملوك بني أمية في الشام، ولد بالجزيرة، لقب بالحمار لجلادته، وبالجعدي لأنه أخذ الزندقة عن (الجعد بن درهم) وكان زنديقاً، بويع له في صفر (١٢٧ هـ) وكان لا يراعي من أمر الدين شيئاً، على منهاج =