[ذكر طرف من أمر الإمام يحيى بن زيد (ع)]
[ذكر طرف من أمر الإمام يحيى بن زيد (ع)]
  و (سبط زيد): يريد؛ ولد زيد الخير، وأحسب أن السِّبط أعجمي مُعَرب، (وزيد الخير)، هو: زيد بن علي #، وسبطه ولده يحيى بن زيد # ويكنى أبا عبدالله، وقيل أبو طالب يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وأمه ريطة بنت عبدالله بن محمد بن علي بن أبي طالب $، مثل أبيه @ في الشجاعة، وقوة القلب في مبارزة الأبطال، وله مقامات مشهورة أيام ظهوره بخراسان في حروبه، من قتل الشجعان الذين قاتلوه، والنكاية في طلاعة الذين قابلوه، كان أبوه @ لما أصيب أوصاه بجهاد أعداء الدين، ومنابذة الظالمين، فلما توفي أبوه @ وكان من أمره، ما سيأتي ذكر الأهم منه مفصلاً عند ذكره #، خرج من الكوفة في عشرة من خواص أبيه ~ متنكراً، فتنكبوا القرى، وتزيوا بزي الصوفية، وكان الحال إذا اشتدّ عليهم في أمر الطعام عدل بعضهم إلى القرى فاستطعم له، وتوجهوا إلى خراسان، فدخل خراسان وانتهى إلى بلخ فنزل على الحريش بن عبدالرحمن الشيباني، وكان الحريش من خلصان الشيعة، فآواه وكتمه، وهو # مجمع على الدعاء إلى سبيل ربِّه، والجهاد في سبله(١)، وقد حاز خصال الكمال التي تصح بها الإمامة على حداثة سنه، فإنه قام لثمان وعشرين سنة من مولده، واشتغلت بنو أميه بأمره، واشتد عليهم خطبه؛ لما علموا من فضله، وشهامته، ورفاعة بيته، وميل قلوب الصَّالحين إليه، فكتبوا بطلبه إلى الآفاق، وبذلوا الأموال في تقصص آثاره، فظفروا بعلم القصة في طريقه ومنازله، فأمر
= سلفه في انتهاك حرمة الإسلام، وهو الذي خرج ملك بني أمية من يديه إلى بني العباس، ولم يزل مضطرباً مدة ولايته، قتله صالح بن علي، وعامر بن إسماعيل المرادي سنة (١٣٢ هـ) وحمل رأسه إلى أبي العباس السفاح. الشافي (١/ ١٩١).
(١) في (ن): سبيله.