[ذكر طرف من أمر الإمام يحيى بن زيد (ع)]
  يوسف بن عمر(١) إلى نصر بن سَيَّار يخبره بأمره وصفته وحليته، وقال: هو قطط الشعر حين إستوت لحيته.
[ذكر موقف الحريش الشيباني]
  فكتب نصر بن سَيار إلى عامله على بلخ عقيل بن معقل الليثي فذكر له أنه في دار الحريش الشيباني، فطالبه عقيل بتسليمه منه، فأنكر أن يكون عارفاً بمكانه، فضربه ستمائه سوط فلم يعترف، فقال: (والله لا أرفع السوط عنك إلاَّ أن تعترف أو تموت)، فقال حريش |: (والله لو كان تحت قدمي هاتين ما رفعتهما عنه، فاصنع ما بدا لك) فلما خشي ابن لحريش يقال له: قريش على أبيه القتل دس إلى عقيل بأنه يدله على يحيى # إن أفرج عن أبيه، فدلهم عليه فأخذوه من عنده وحملوه إلى نصر بن سَيَّار فقيده وحبسه وكتب بخبره إلى يوسف بن عمر، فكتب يوسف بخبره إلى الوليد بن يزيد، فكتب إليه الوليد يأمره بالإفراج عنه وترك التعرض له ولأصحابه، فكتب يوسف إلى نصر بما أمره به، فدعاه نصر وحل قيده وقال: لا تثر الفتنة، فقال له #، ولم يمنعه ما هو فيه من قول الحق: وهل فتنة في أمَّة محمد ÷ أعظم من فتنتكم التي أنتم فيها من سفك الدماء والشروع فيما لستم له بأهل؟، فسكت عنه نصر وخلى سبيله.
[دعوته (ع) وجهاده]
  فخرج من عنده وتوجه إلى بيهق وأظهر الدعوة هناك، فبايعه من أهلها سبعون رجلاً وانضم إليهم من غيرها نفر، فكانت عدة من انضم إليه يسيرة، فكتب نصر إلى عمرو بن زرارة بقتاله، وكتب إلى قيس بن عبَّاد عامل سرخس، و إلى الحسن بن زيد عامل
(١) يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم الثقفي، أبو يعقوب، أمير من جبابرة الولاة في العهد الأموي، ولاه هشام بن عبد الملك اليمن، ثم نقله إلى ولاية العراق وخراسان، كان يضرب به المثل في التيه والحمق، فيقال: أتيه من أحمق ثقيف.
قال الذهبي: كان مهيباً جباراً ظلوماً، قتل شر قتلة سنة (١٢٧ هـ). الأعلام (٨/ ٢٤٣).