[ذكر أقوال الأئمة (ع) في التفضيل]
  ولم يعهده أحد من الأئمة الراشدين - أعني ترك النكاح - ولا أحد من النبيئين À إلاَّ من حصره عنه ربُّ العالمين لمصلحة يعلمها له دون غيره في الدين.
  ويختص بالنسك والتعمق ومخالفة العترة الطاهرة $ الخوارج ومن طابقهم، فإذا كان ذلك كذلك قالوا لا فضل لهم علينا؛ بل نحن أفضل منهم؛ لأنَّا قد اختصصنا من التعمق وترك المباحات والمندوبات بما لم يختصوا به.
  وقد رأينا وسمعنا ممن أنكر فضل أهل البيت $ قريباً ممَّا صوَّرنا وزيادة، فمن هناك خرج الخارجون على العترة الطاهرة $ واجتروا على قتالهم، وسفك دمائهم، ومنابذتهم، فانظروا - رحمكم الله تعالى - كيف ساق إنكار فضلهم إلى هذه الأمور الشنيعة العظيمة المهلكة، وأين يكون موقع صاحب هذه المقالة من عذاب الله؟ وإن شاب رأسه، وتعاظمت عند ذكر المواعظ أنفاسه، لأن للدين قواعد لا يستقيم إلاَّ عليها، وغايات لا ينتهي إلاَّ إليها، تفضيل أهل البيت $ قواعده، والإقتداء بهم غاياته، فمن بنى على [غير(١)] قاعدة إنهار بنيانه، وتهافتت أركانه، ومن جاوز الغاية ضل سعيه، وكانت النار سيقته(٢) وخصله(٣)، فنعوذ بالله من عمى الأفكار، وزيغ القلوب والأنظار.
  وقد وجدنا لبعض آبائنا $ وهو الناصر للحق الإمام أبو الفتح(٤) بن الحسين الديلمي À أنه قال في تفسير قوله تعالى: {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ
= عن شداد بن أويس، ورواه في الشفاء.
(١) في النسخ الموجودة بدون (غير) ولعل الصحيح ما أثبتناه ويمكن أن تكون سقطت على الناسخ، والله أعلم.
(٢) في نخ (م): سبقته.
(٣) الخصلة: الخلة والفضيلة والرذيلة. تمت ق.
(٤) الإمام أبو الفتح الديلمي الناصر بن الحسين بن محمد بن عيسى بن محمد بن عبدالله بن أحمد بن =