[بيان أن المساواة في التفضل لا تجب عقلا وإنما تجب في المستحق]
  اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ}[الرعد: ٢٥]، قال: (هم الذين لا يوجبون محبَّة آل محمد À وينكرون فضلهم(١))، وهذا معنى قوي عندنا وبه نقول، والله أعلم.
[بيان أن المساواة في التفضل لا تجب عقلاً وإنما تجب في المستَحَق]
  قوله: (والقول بالتَّرجيم والتعليل)، الترجيم: هو قول القائل: (ما أظن لهم فضلاً على غيرهم، ومن أين يجوز من الله - تعالى - تفضيلهم على غيرهم والمساواة عليه واجبة؟) وهذا كما ترى، بناء الفساد على الفساد؛ لأن أدلة العقل قد دلّت على أن الله - تعالى - متفضل وأنه منعم، وأن للمتفضِّل أن يفاضل بين من تفضَّل عليهم إذْ المساواة لا تجب عقلاً إلاَّ في المسْتَحَق فمن قال بعد ذلك يجب عليه نقض كونه متفضلاً؛ لأن حد المتفضل عند جميع أهل العلم: هو الذي له أن يفعل ولم يكن له أن لا يفعل. وهذا قول جميع أهل العدل العارفين بالحقائق، ولأن الدلالة العقلية قد دلت على أنه تعالى لا يخل بواجب، فلو
= عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ كان من أعلام الأئمة وقادة الأمة، وكان من أهل الفضل والمعرفة التي لم تكن لأحد من أهل عصره دعا إلى الله تعالى في الديلم سنة ثلاثين وأربعمائة ثم خرج إلى اليمن فاستولى على أكثر بلاد مذحج وهمدان وخولان، وانقادت له العرب وحارب الجنود الظالمة من المتمردة والقرامطة، وله التصانيف الواسعة والعلوم الرائعة منها: كتاب البرهان في تفسير القرآن، وله الرسالة المبهجة في الرد على الفرقة الضالة المتلجلجة، في الرد على المطرفية، ولم يزل # قائماً بأمر الله سبحانه وتعالى حتى أتاه اليقين، وقد فاز بفضل الأئمة السابقين توفي شهيداً في الوقعة التي بينه وبين علي بن محمد الصليحي في نجد الجاح من بلد رداع بعنس مذحج، وقد عجل الله انتقام الصليحي آخر تلك السنة، وكان استشهاده سنة نيف وأربعين أو خمسين وأربعمائة وقبره في رداع مشهور مزور، في منطقة تسمى (الميفعة) تبعد من مدينة ذمار حوالي ١٧ كم.
(١) قال الإمام الناصر، أبو الفتح بن الحسين الديلمي # في البرهان في تفسير القرآن - مخطوط - في تفسير سورة الرعد الجزء الأول ص ٢٠٠، في تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ٢١}، قال #: الذي أمر الله بوصله النبي صلى الله عليه، والأئمة من ولده؛ لأن قطيعتهم كفر وضلال، انتهى.