شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر وقعة نورود للإمام الحسن بن علي الأطروش (ع)]

صفحة 446 - الجزء 1

  ومن خواصه: إيمانُ كثيرٍ من أهل الشرك على يديه وترشيحه لهم حتى صار بعضهم من علماء الإسلام وجميعهم من أهل المعرفة بالله - تعالى -، فإن فيما روينا بالإسناد الموثوق به أن المؤمن على يديه من عَبدَة الشجر والحجر زهاء مائتي ألف⁣(⁣١) مكلف.

[ذكر بعض شعره (ع)]

  ومن ذلك جمعه مع علوم القرآن، والفقه، والحديث، علمَ الأدب وبلوغ الغاية فيه، والأخبار، و اللغة، والفصاحة في الأشعار، والخطب، ومقامات الوعظ، وإستقصاء ذلك يطول شرحه، فمن جيد شعره # قصيدة قال فيها:

  لَهَفانُ جَم وساوس الفكرِ ... بين الغياض فساحلُ البحرِ

  يدعو العباد لرشدهم وكأنْ ... ضُربوا على الآذان بالوقرِ

  مترادف الأحزان ذو جَزَعٍ ... مُرٌّ مذاقتهن كالصَّبِرِ

  متنفس كالكير ألهَبَهُ ... نَفْخُ القُيونِ⁣(⁣٢) وواقد الجَمْرِ

  أضحى العدو عليه مجتهداً ... ووليُّه متخاذلَ النصر

  متبرم بحياته قلق ... قد ملَّ صحبةَ أهلِ ذا الدَهر


(١) ذكر الإمام المنصور بالله # في الشافي ١/ ٣٠٩ حاكياً لكلام الناصر #: فآمن على يدي منهم زهاء مائتي ألف مقاتل سوى النساء والصبيان، وذكر مصنف سيرته أن الذين أسلموا على يديه بلغوا ألف ألف نسمة، وقال إبراهيم بن محمد الوزير في بسامته:

وكان إسلام جستان على يده ... في ألف ألف من العباد للشجر

وقال الزحيف في شرح البسامة: وروي أنه أسلم على يديه في يوم واحد أربعة عشر ألف نسمة.

وقال المسعودي في مروج الذهب (٤/ ٣٢٧): وقد كان أقام في الديلم سنين، وهم كفار على دين المجوسية ومنهم جاهلية، وكذلك الجيل، فدعاهم إلى الله ø فاستجابوا وأسلموا.

(٢) القيون: جمع قين وهو الحداد. تمت قاموس.