[ذكر وقعة نورود للإمام الحسن بن علي الأطروش (ع)]
  في ذلك المكان من قبل أحمد بن إسماعيل هذا محمدَ بن علي المعروف بصعلوك في شياطين الخراسانية وقواد الدولة هناك، فلقيهم # في عدة صابرة غير وافرة(١)، فقاتلهم قتالاً شديداً، منحه الله بآخِرِهِ(٢) أكتافهم، وشتت شملهم، فبلغ عدة القتلى في ذلك اليوم خمسة وعشرين ألفاً.
= (١/ ٩٦).
(١) ذكر الإمام المنصور بالله # في الشافي ١/ ٣١٠ هذه الوقعة، فقال:
ولما انتظم أمر الجيل والديلم، وانقطع النزاع وجبيت له الأموال، وأظهر فيها معالم الدين، وعلمهم شرائعه واحتفل # لفتح (آمل)، واتصل بأحمد بن إسماعيل خبره في قوته وظهوره واجتماع الجيل والديلم على طاعته، وأنه يريد قصد طبرستان وجه إلى (آمل) عساكر، وكتب إلى محمد بن علي المعروف بصعلوك بورود (آمل) و (الري) ومحاربته فوردوا، وبلغ عدد الجماعة أكثر من ثلاثين ألفاً وانضم إليهم من أهل آمل وحشوهم وطغامهم عدد كثير، وكل يوم يركبون في المراكب على طريقة الغزاة ويستفزون الناس إلى حربه (ع) وقضاتهم يفتونهم بذلك، وخرجوا بأجمعهم إلى (شالوس) وأقبل الناصر (ع) بعساكره من الجيل والديلم، ولم يكن لهم من آلات الحرب ما كان للخراسانية، فالتقوا في موضع بين (وارق) و (شالوس) يعرف بـ (نورود) على ساحل البحر، ووقع القتل هنالك فأوقع ¥ في الخراسانية، ومنحه الله أكتافهم ونصره الله عليهم، فانهزموا أقبح هزيمة، وقتلوا شر قتلة، فبلغ عدد المقتولين في المعركة عشرين ألفاً بين مقتول بالسلاح وغريق في البحر كانوا إذا ثبتوا أخذهم السلاح، فإذا انهزموا غرقوا في البحر، وتحصن منهم نحو خمسة آلاف رجل في قلعة شالوس مع أميرهم يعرف بأبي الوفاء وسألوا الناصر # فأمنهم فمضى لوجهه بعسكره لاحقاً للمنهزمين متوجهاً إلى (آمل) وكان الداعي إلى الله الحسن بن القاسم # غاب في تلك الحال متتبعاً لفلول المنهزمين من القلعة فسألهم عن شأنهم، فقال بعض الناس آمنهم الناصر، فقال: لم أسمع ولا صح عندي ثم وضع الرايات فيهم فقتلهم من عند آخرهم لم يفلت منهم نافخ ضرمة، ولما دنا من آمل - أي الناصر # - تلقاه فقهاؤها وقراؤها وصلحاء أهلها على وجل فاعتذروا إليه فقبل عذرهم، وتوفر عليهم وحفظهم ولما دخل البلد امتد إلى جامعها فصعد المنبر وخطب خطبة بليغة، انتهى.
(٢) يعني بآخر ذلك اليوم الذي هو يوم نورود. تمت.