شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أقوال الأئمة (ع) في التفضيل]

صفحة 449 - الجزء 1

  وجِده # وإجتهاده في إقامة الحق ودمغ الباطل لم ينقطع إلا بموته #، ذكر أنه # قال في بعض خطبه بعد يوم نورود وفتح آمل: (آه آه في الصدر حرارات لم يشفها قتلى نورود، فقيل: يا ابن رسول الله فما تبغي؟ وعلى مَنْ تبكي؟ فقال: أبكي لقوم هلكوا في الحبُوس، ولقوم فرق بين أجسادهم والرؤوس، ولقوم مزقوا تحت أديم السماء -) يوميء # إلى أنه لا يشفي قلبه إلاَّ ما يصيب بني العباس في أنفسهم خاصة دون أجنادهم، وأعوانهم على فسادهم.

  وإنما ذكر هذا اليوم وما يجانسه مما يتعلق بذكر أدلة المحقين على المبطلين مثل المتوقع لمثل ذلك من الله - سبحانه وتعالى - في أهل عصرنا، الجاحدين لحقنا، المنكرين لفضلنا، وكيف لا يقع ذلك والله - عز من قائل - يقول وهو أصدق القائلين: {وَلَوْ قَاتَلَكُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوْا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ٢٢ سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ٢٣}⁣[الفتح]، وسنة الله لا تبديل لها، وحكمه لا معقب له، فلا بدّ أن يديل الله الحق على الباطل في مدتنا هذه⁣(⁣١) فقد طال ما تغطمطت⁣(⁣٢) أمواجه، واشتد لجاجه، وسلكت فجاجه، وتكاثرت أفواجه، فنسأل الله - تعالى - الفرج وقرب المخرج.

  و (الرجس): هو الخبيث النجس من كل شيءٍ، وأصله في اللغة: ما تنفر النفوس عن قربه.

  و (الداعر): مختلط الأصل بأعراق رديَّة، وهو ظاهر كثير في النظم والنثر.

  و (الخب): الذي لا لبَّ له ولا معرفة.

  و (المكابرة): نتيجة من جميع ما تقدم.


(١) هكذا في الأصل: (فقال)، وأظنه فقد والله أعلم.

(٢) الغطمطة: اضطراب موج البحر. تمت ق.