شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر طرف من أمر الإمام الناصر أحمد بن يحيى (ع)]

صفحة 451 - الجزء 1

  عبدالحميد هذا طلع من ناحية مَسْوَر في عساكر لا يحصى عديدها من تهَامة⁣(⁣١) والمغارِب⁣(⁣٢)، وكانت مقالة القرامطة قد ظهرت وطمت وكان منطوياً على إزالة رسوم الدين، وأركان الشرع التي شادها الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين #، فحرمه الله أمنيته في ذلك وأماته بغصته.

[تفصيل الوقعة]

  لأنه لما صار إلى ظاهر البَوْن في تلك الأجناد الطويلة العريضة تلقته جنود النَّاصِر # من أنصار الحق وأكثرهم هَمْدَان، وقائدهم إبراهيم بن المحسن العلوي العباسي⁣(⁣٣)، وسائر الأمراء راجعون إلى أمره، فالتقوا في موضع يعرف بنغاش في ظاهِر


(١) تهامة: موضع معروف، وهو القسم الواقع بين جبال اليمن والبحر من جهة الغرب والجنوب، ويقال له غور اليمن، وتهامة واسعة من جنوب اليمن ما بين الشرق والغرب، ومن غربي اليمن ما بين الجنوب والشمال على مسافة شهر أو يزيد.

فيدخل في اسم تهامة نواحي عدن وأبين ولحج وما إلى ذلك من البلاد الواقعة جنوب اليمن. انظر مجموع بلدان اليمن وقبائلها (١/ ١٥٦) للحجري اليماني.

(٢) المغارب: بلد من ناحية صَعْفَان من بلاد حراز وأعمالها. الحجري (٢/ ٧١٥).

(٣) إبراهيم بن المحسن بن الحسين بن علي بن عبدالله بن الحسن بن عبدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب $، كان شجاعاً مقداماً له أخبار وملاحم مع القرامطة مع الناصر أحمد بن الهادي #، وكان صاحب رايته، ولاه الإمام الناصر كثيراً من المناطق مثل المشرق والجوف الأعلى وغيرها، ثم ولي له أيضاً ريدة والبون وكان من خيار أنصار الإمام الناصر، وممن يثق به ومن خواصه.

وكان من أمراء الناصر # أيضاً:

أحمد بن محمد بن الضحاك بن العباس الهمداني، قال في مطلع البدور: العلامة الخطير، الأمير الشهير، زعيم الجنود الناصرية، حتف الطائفة القرمطية، ثقة أمير المؤمنين ... إلى قوله: كان من فصحاء الناصر وأهل الثقة عنده والزعامة، وجودة الرأي وصدق المودة، ومن عظماء الأقدار، انتهى، ولم يذكر وفاته.

وكان منهم أيضاً: عبدالله بن عمر الهمداني | رئيس العصابة، وسهم الإصابة، ليث العرين، =